موسوعة معالم تاريخ الإنسانية

2012-02-26, 7:27 pm

المعلومات الكاملة:

كان بعض أساتذة الجامعة يقول إن من لم يقرأ هذا الكتاب جاهل بالتاريخ وإن وصل فيه إلى الأستاذية.

ولن تجد في هذا القول مبالغة إذا أنت راقبت المؤلف حين يركز اهتمامه لا في
الحروب والملوك بل في خطوات تقدم البشرية بين تلك المعالم؛ وفي أحجار
الزوايا التي نهضت عليها الحضارات. فهو على الدوام ممسك بناقوس يدقه لافتًا
نظرك إلى كل جديدة تظهر في هذا الوجود، ويكون لها أثر في دفع موكب
المدنية قدمًا. فهو يطرب لظهور الكتابة في المعابد باعتبارها حدثًا من
أكبر أحداث التاريخ. ويسعده أن يذكر لك الورق الذي هو كذلك حدث من أحداث
المدنية الكبرى. ويزهى أن يقرر اختراع المطبعة لأنها هي عمود المدنية
الفقري الذي يشتد به أزرها. وهو يتكلم عن نشأة الزراعة في مصر وبابل، لأن
نشأة الزراعة حدث جليل من أحداث الإنسانية السائرة إلى بحابح الحضارة. وهو
يتتبع الإسكندر هازئًا به وبجيوشه مستخفًا بكل ما أتاه هو ونابليون
وغليوم وغيرهم وما فعلوا من إراقة الدماء وتدويخ الأمم في حروب أضاعوا
فيها جهودًا لم تفد منها البشرية شيئًا كثيرًا.

ثم ترى المؤلف يقف مكبرًا مهللاً مستبشرًا لنشوء حضارة البحر المتوسط عند
المصريين والإغريق والرومان ثم يتواصل العالم ويتعارف، وإذا أسوكا ملك
الهند يرسل إلى الإسكندرية بعثة بوذية. وإذا المؤلف أيضًا يقف طويلاً إزاءه
وإزاء أحد أباطرة الهند، وهو يدعو مللها وأجناسها المتعددة إلى التعاضد
والتكافل صاهرين بذلك نحلهم في وطن واحد وسلطان واحد. ثم إذا بمخترعات
القرن التاسع عشر وما تلاه تترادف وتزيد أواصر الترابط بين الناس جميعًا
حتى عاد استقلال الأمم وانعزالها ضربًا من المحال بل مجلبة للمضرة.

وقد أصدر ولز كتاب معالم التاريخ هذا وكتابين آخرين أحدهما سماه (علم
الحياة) والآخر سماه (جهود البشرية ورفاهيتها وثروتها) بالتعاون مع طائفة
من العلماء. وقد قصد من إصدارها أن تكون أساسًا من المعلومات يقيم عليه كل
مواطن في هذا العالم أسس تفكيره فيما حوله من شئون الحياة والسياسة
والاقتصاد. والكتاب يقع في أجزاء ثمانية، يتناول الأول منها نشأة الكون
ومبتدأ الحياة، والثاني تكوين الإنسان ونشوءه وارتقاءه وأجناسه البائدة
والباقية واللغات البشرية، ويتحدث الثالث عن المدنيات القديمة ونشوء
الكتابة والأديان والطبقات الاجتماعية والحركات الفكرية وهي التي يضمها هذا
المجلد الذي يعد في الواقع مقدمة للتاريخ الحق الذي سيأتي به الجزء
الرابع حاملاً تاريخ الإغريق ومن عاصرهم، والخامس وبه تاريخ الرومان
والأمم التي عايشتهم، والسادس محتويًا تاريخ المسيحية والإسلام، والسابع
عن القرون الوسطى، فأما الثامن فهو بمثابة سجل لأحداث العصر الحديث وشرح
لما بين ظهرانينا من نظريات علمية وسياسية واقتصادية.

وفيه بث المؤلف رسالته للبشرية كافة. وهي الرسالة التي ظل أربعين سنة من
حياته يبشر بها ويدعو إليها وينافح عنها، والتي تقوم على مبادئ أخذ الناس
يتحدثون عنها منذ الحرب الأخيرة. وأهم هذه المبادئ: منع الحروب الذي لا بد
للوصول إليه من التقارب بين الناس جميعًا، وذلك بتقريب الأديان بعضها من
بعض، وتوزيع الثقافات توزيعًا متعادلاً بين الشعوب كافة، وتوحيد مستوى
الثقافة بين شعوب العالم أجمع، ورفع راية الديمقراطية وتوطيد دعائمها
توطيدا يجعلها الأداة الفعالة للحكم، وإزالة الفوارق بين الأجناس والعناصر
والألوان، وقطع دابر الاستعمار، وإنشاء حكومة عالمية تكفل التوافق بين
الشعوب، وإيجاد التنسيق الاقتصادي الذي يجعل المواد الخام في متناول
الجميع، لا حكرة لفئة من الشعوب دون سائر شعوب العالم.

على أني مهما أسهبت للقارئ في وصف آراء الكاتب وأمنياته الجميلة، وما يرسمه
لعالمنا التعس من صور خلابة يؤمن بها ويدعو إليها، فما أنا بمستطيع أن
أبلغ به درجة اتصاله الشخصي بالمؤلف نفسه. فلأخل بين القارئ وبين الكتاب
عسى أن يفيد منه ما أفدت، وهذا أقصى أمنيتي.

أربعة مجلدات تأليف هـ. ج. ولز وترجمة عبد العزيز توفيق جاويد

مجلد 1 : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مجلد 2 : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مجلد 3 : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مجلد 4 : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]