وعجلت إليك ربى لترضى فعش من اجل رضاه ولاتبالي بسواه ..
واستشعر
عظمة الله .. وتفكر ببديع صنعه ..وتدبر سحر آياته .. وجلاله ..وسلطانه..
وملكه الذي لا تحيط به العقول .. وعلمه الذي أحاط بكل شيء ..
(ليس كمثله شي وهو السميع البصير)
..
فإن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك؛
ملكها الخوف. والخشية .والرهبة. منه تبارك وتعالى
ومن ثم التلذذ بالنعيم ..نعم النعيم .. الموصل لجنات النعيم ..
ففي الدنيا جنه من لم يذقها لم يذق جنة الاخره ..
..
فالحياة لنشر التوحيد ، والمبدا دعوةالعبيد ، والغاية رضى العزيز الحميد
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له)
فحياتي كلها لله .. حلوها ومرها.. فقرها وغناها.. صحتها وسقمها ..كلها لله
فهذا منهجي وهذه سبيلي ..
..
ياالله ..وياسبحان الله ..
ماأجمل
هذه الكلمات ، إن صدقها القلب واللسان ، وعملت بها الجوارح والأركان .. إن
ذلك شُغلُ القلوب التي عرفت الله حق المعرفة .. وأفردته بالعبادة ..
فالقلب بغير إيمان ، ريشة في مهب الريح،لا تستقر على حال ولا تسكن إلى قرار .
فهل تأملنا!! وتدبرنا !! وتفكرنا !!
ولو لهنيهة..
إذاً !! لماذا ؟؟
العين لا تدمع ..والأذن لا تسمع .. والقلب لا يخشع .. والنفس لا تقنع ..
إذاً لماذا ؟؟
الزفرة تتلوها زفره ..والأنة تتبعها أنة ..
ضيق يملأالفضاء ..
ونكد يعكر الأرجاء ..
..
نعم هي الذنوب!!
سبب كل عناء .. وطريق كل شقاء
نعم هي الذنوب!!
ترياق الشيطان .. وحكمة المنان..لأولياء الرحمن .. وزمرةالشيطان
فمن أحرقت قلبه .. أصبح كالكوز المجخي لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا !!
فهي لا تعرف سر وجودها وحقيقة نفسها !!
كسفينة تتقاذفها الأمواج في كل تجاه ..
..
فيالله !! ما أقبح الذنب !! وما اشد وقعها في القلب !!
..
لكن العجب كل العجب!!
كيف!! ينقضي العمر، والقلب المسكين ، ما عرف إياك نعبد وإياك نستعين ..
كيف!! ينقضي الزمان وما ذاق حلاوة الإيمان ..
كيف!! تنقضي الساعات ،ولم يسبل لله الدمعات ..
أين ؟؟
الفطرة المستقيمة .. وسريره السليمة
أين داعي الخير فيك ؟؟
والقرآن يتلى آناء الليل و أطرافالنهار
فالحجارة وهي الحجارة !!
تتصدع خشية لله قال تعالى (لوأنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعامن خشية الله)
أم أن هذه المضغة أقسى من الحجارة والله المستعان.. وعليه التكلان ..
..
فوا أسفاه ..
ووا حسرتاه ..
على القلوب المريضة ؟!
فيا أيتها القلوب المريضة !! متى؟؟
التوبة ..
والأوبة ..
والعودة ..
لرحاب الإيمان وطاعة الرحمن ..
بامتثال أمره واجتناب نهيه ..
فإن الأنين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين ..
فردد بصوتٍ مسموع
(رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّ اسَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ)
واجعل من كل عَبره عِبره .. ومن كل محنه منحه ..ومن كل نقمه نعمه ..
فرب ذنب أورث حرقه ..
ورب حرقه أورث فكره ..
ورب فكره أورثت توبة ..
ورب توبة أورثت جنه عرضها عرض السموات والأرض ..
فحطم قيود اليأس[بفأس الأمل]و[حسن الظن بالله ] ..
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا)
والعبرة العبرة.. بكمال النهايات لا بنقص البدايات
..
وفي الختام أيتها القلوب ..
هذه باقات حب من قلبي للقلوب السماوية فقط !!
..
فهذا الباب باب
شريف، وقصر منيف لا يدخله إلا القلوب السماوية التي لا ترضى بالدون، ولا
تبيع الأدنى بالأعلى بيع الخاسر المغبون ، فإن كنت أهلا لذلك فهياهلا
فالباب مفتوح ، وإلا فردّ الباب وارجع ...