على حاجز قلندية... يسرحون شعرهمو يقصون أعمارنا

2012-04-09, 7:05 pm

على حاجز قلنديا.. يسرحون شعرهم ويقصون أعمارنا

حاجز قلنديا عدسة أية شويكي

هنا القدس- آية شويكي

أن تمشي بين أعمدة حديدية تساق فيها الى بوابة الحاجز "كالمواشي" أمر
عادي، أن تقف في جو بارد أو حار لأكثر من ثلاث ساعات أمر عادي، أن تخلع
حذاءك وساعتك وحتى ملابسك أمر عادي أيضا، أن تقف في صف لا نهاية له
بانتظار دورك، ثم تأمرك الأصوات الخارجة من السماعة المشوشة بالعودة الى
نهاية الدور في مسلك آخر لأن المسلك ذاك أُغلق، هو أمر طبيعي جدا على
حاجز الذل "معبر قلنديا".

لسنا في فلم هندي مليء بالمعجزات <<البوليوديّة>>، أو حتى في
مسلسل تركي أغرقته الدراما الأسطورية، لكننا في واقع أحمق، يقلب فيه
اسرائيلي ساعة مواعيد الفلسطيني من خلال تفتيشات كأنها على مطار دولي، أو
حتى على حدود بلدين. هي تفتيشات للقاصد بيته من عمله أو جامعته في الجهة
المقابلة، تحتل خمسة أضعاف زمن فعلي يستغرقه المارّ قبل زرع الحاجز.

اعتدنا على هذا وأكثر عند اجتيازنا حاجز قلنديا يوميًا، ولم تُجْدِ
"أفأفات" و عبارات السخط الصادرة عن الواقفين أمام الباب الحديدي الدوار،
ممن ينتظرون بلهفة ذاك الضوء الأخضر الذي يسمح لهم بالعبور.

أما الجديد على خشبة مسرح الحاجز أن تنتظر وتنتظر، والضوء الأخضر لم يعلن
دورًا جديدًا بعد، لتكتشف أن الجنديتين أنشأتا من غرفة المراقبة على
الهويات صالونا تجميليا لاختبار مهارتهما في عمل ضفيرة مغزولة من شعر
أشعث، ولا وقت لديهن للاكتراث بالجموع الواقفة خارجا، فتقف الى أن يأتي
الفرج أخيرا، وتدخل الباب الدوار الذي كنت كونت علاقة صداقة معه لمدة
ساعات، فتفلته مودعًا، لتضع بطاقة هويتك على الزجاج أمام المجندة وكأنك
تصفعها على وجهها، فتنظر اليك بكل برود وتحمل يدها التي دعوت عليها بالكسر
طوال مدة انتظارك، لتشير لك بتثاقل أن سمحت لك بالمرور.