المجنون

2012-04-09, 7:14 pm

كان ذلك في حديقة ( المارستان ) : لقيت شابا شاحب الوجه ، رائع الطلعة ، يثير العجب.
و جلست بجانبه على المقعد ، و قلت : (( أنت هنا ؟ )) .
نظر الي بدهشة و قال : (( ذاك سؤال غير لائق ، و لكني أجيب عنه مع ذلك :
أراد أبي أن يجعل مني نسخة جديدة عنه ، و كذلك عمي . و شاءت والدتي أن أكون
صورة عن أبيها الشهير ، و أختي شاءت أن تجعل لي من زوجها البحار المثل
الأكمل الذي ينبغي لي أن أقتدي به . و أخي حسب أن علي أن أكون مثله ، بطلا
رياضيا مرموقا .
و كذلك هو شأن أساتذتي ، من الدكتور في الفلسفة ، الى أستاذ في الموسيقى ،
الى المناطقة ، قرورا جمعهم ، و كل واحد منهم أرادني على أن أكون اعكاسا
لوجهه في المرآة )).
و لذلك ، جئت الى هذا المكان ، و اني لأجده أرد بالسلامة علي و العافية . فأنا أستطيع به أن أكون اياي ، لا غيري ، على الأقل )).
ثم دار فجأة نحوى، و قال : (( و لكن قل لي : هل ساقتك الى هذا المكان أيضا نصائح الآخرين و رغبتهم في تثقيفك ؟ )).
أجبته : (( لا ! أنا زائر )) .
قال : (( أنت اذن واحد من أولئك الذين يعيشون في ( المارستان ) القائم وراء الجانب الآخر من الجدار !؟ )).

******************* :
قصة من قصص جبران خليل جبران الفلسفية.
المصدر - آلهة الأرض -.