قصة الأرنب و الأسد

2012-04-09, 7:14 pm

زعموا أن أسدا كان
في أرض كثيرة المياه و العشب ، و كان في تلك الأرض من الوحوش في سعة
المياه و المرعى شئ كثير ، الا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من الأسد ،
فأجتمعت و أتت الى الأسد فقالت له : انك لتصيب منا الدابة بعد الجهد و
التعب ، و قد رأينا لك رأيا فيه صلاح لك و أمن لنا ،فان أنت أمنتنا و لم
تخفنا فلك علينا في كل يوم دابة نرسل بها اليك في وقت غذائك ، فرضي الأسد
بذلك ، و صالح الوحوش عليه ، و وفين له به . ثم أن أرنبا أصابتها القرعة و
صارت غذاء الأسد ، فقالت للوحوش : ان أنتن رفقتن بي فيما لا يضركما ،
رجوت أن أريحكن من الاسد . فقالت الوحوش : وما تكلفيننا من الأمور ؟ قالت :
تأمرن الذي ينطلق بي الى الأسد أن يمهلني ريثما أبطئ عليه بعض الابطاء ،
فقلن لها ذلك لك ، فانطلقت الأرنب متباطئة ، حتى جاوزت الوقت الذي كان
يتغذى فيه الأسد ، ثم تقدمت اليها وحدها رويدا - و قد جاع -فغضب و قام من
مكانه نحوها ، فقال لها : من أين أقبلت ؟ قالت : أنا رسول الوحوش اليك ،
بعثني و معي أرنب لك ، فتبعني أسد في بعض تلك الطريق ، فأخذها مني ، و قال
: أنا أولى بهذه الأرض وما فيها من الوحوش ، فقلت : ان هذا غذاء الملك
أرسلني به الوحوش اليك ، فلا تغضبنه ، فسبك و شتمك ، فأقبلت مسرعة لأخبرك .
فقال الأسد : انطلقي معي فأريني موضع هذا الأسد فرأى ظله و ظل الأرنب في
الماء ، فلم يشك في قولها و وثب اليه ليقاتله فغرق في الجب ، فأنقلبت
الأرنب الى الوحوش فاعلمتهن صنيعها بالأسد.

-------------------- :
كليلة و دمنة