تعدّ منطقة "الجولان" من أغنى المناطق السورية بالمواقع التاريخية
والأثرية، وهذه الآثار تتحدث عن فعاليات ونشاط سكان "الجولان" على مرّ
العصور التاريخية المتعاقبة، فاشتهرت عمارة الحصون وبناء القلاع للدفاع عن
الأرض. وعرفت منطقة الجولان أبدع روائع الفن في جميع المجالات، مثل النحت
والرسم على الفسيفساء والزجاج وصناعة الأواني الفخارية والمعدنية والعاجية
والحلي وصك النقود وحفر الأقنية والآبار وأحواض المياه، مما جعل المهتمين
بالآثار الذين زاروا المنطقة يطلقون عبارة "في كل شبر من أرض الجولان تجد
آثاراً ولقىً"، تشير إلى حركة حضارية متواصلة تتابعت منذ العصور الحجرية
وصولاً إلى العهود الآرامية والكنعانية والنبطية والغسانية والإسلامية.

يبلغ
عدد المواقع التاريخية والأثرية التي عثر عليها في "الجولان" 209 مواقع
مسجلة بموجب القرار 146/أ تاريخ 3/9/1983 الصادر عن وزارة الثقافة في
الجمهورية العربية السورية.

تُقسّم المواقع التاريخية والأثرية في "الجولان" إلى أربع مراحل زمنية لسهولة التعرف عليها وهي:

مواقع
عصور ما قبل التاريخ: تتركز في المنطقة الممتدة بين سفوح "جبل الشيخ"
شمالاً مروراً بمنطقة "القنيطرة" في الوسط وحتى ضفاف "نهر اليرموك" في
الجنوب والجنوب الغربي ، ومن أهم هذه المواقع الأثرية "منطقة الحمة– بركة
رام – حوضة القنيطرة– وادي السمك". وقد عُثر في هذه المواقع على فؤوس يدوية
ومقاحف وأدوات ميكوكية وموستيرية ولفلوازية.

مواقع عصر البرونز
والحديد: تنتشر هذه المواقع أواسط وشمال وجنوب "الجولان"، ومن أهم مواقع
هذا الفترة "رجم الهري– اللاوية– تل القاضي– وادي الرقاد – تل الجوخدار".

مواقع العصر الكلاسيكي: تتوزع في معظم أراضي "الجولان" ومن أهمها"بانياس– جسر بنات يعقوب– فيق– خسفين– الرفيد– دير سراس".

مواقع
العصور العربية والإسلامية: وهي كثيرة وتتوزع في أغلب مناطق السكن
التقليدية، في قرى وبلدات "الجولان" بالإضافة إلى بعض المواقع الأخرى، التي
استقرت فيه بعض القبائل العربية والإسلامية ومن هذه المواقع: "القنيطرة–
جباتا الزيت– جباتا الخشب– الخشنية– صيدا– دبورة– السنابر– كفر حارب".

أما
أهم القلاع والحصون المنتشرة في "الجولان"فهي قلعة "الصبيبة" الأثرية
التابعة لبلدة "بانياس الجولان"، وقلعة "الحصن" الواقعة إلى الغرب من مدينة
"فيق" .

بعد وقوع الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي تعرضت معظم
الآثار والمواقع التاريخية للتخريب والسلب والسرقة من قبل سلطات الاحتلال.
وتجميع آثار الجولان في متحف "كتسارين" المبني على أنقاض قرية "قصرين"
العربية.