*
أن تعلم أن غض البصر خلق، والأخلاق إما ان تكتسب أو أن تكون فطرية، فمن لم
يفطر على غض البصر، فليتخلق به، وليصبر عليه. فيقول عليه الصلاة والسلام:
"إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم".
* أن تعلم أن البصر نعمة من
نعم الله، التي أفاء بها عليك، والنعم زكاتها الشكر، لأن شكرها يحفظها، بل
ويزيدها قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}(إبراهيم:7)، وتطبيقا على ذلك فنعمة
البصر تستوجب الحفظ وحفظها في غضها أي كسرها ومنعها عن النظر إلى ما حرمه
الله.
* استعن بالله والجأ إليه، واشك له سبحانه مرضك، وارم بنفسك بين
يديه، وابك عنده، واطلب منه أن يشفيك مما تشكو منه، وأكثر من دعائه
والابتهال إليه، قال تعالى :(.. وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...).
*
جاهد نفسك، بتعويدها على غض البصر، والصبر عن فعل المعصية. قال تعالى:{
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69).
* ابتعد الأماكن التي يكثر فيها
التعرض لفتنة النظر إلى النساء، وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن
الجلوس فقال :" إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا : مالنا بدٌّ، إنما هي
مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها،
قالوا: وما حق الطريق، قال: غض البصر، وكف الأذى … " رواه البخاري.
*
استحضر عظمة الله في قلبك، وإطلاع الله عليك، ومراقبته لك، واعلم أنه يراك،
بل ويعلم خائنة الأعين، قال تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا
تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر:19).
اصحب الأخيار والصالحين، فإن "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، والصاحب ساحب لصاحبه.
*
احرص على أداء فريضة الصلاة، وأكثر من النوافل، قال تعالى:{ إِنَّ
الصَّلاةَ تَنْهَى عنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}(العنكبوت: 45)، وأما
النوافل فهي طريق لمحبة الله ومن أحبه الله أعانه على غض بصره، ولم يوقعه
فيما يغضبه.
* اعلم أن النظرة بريد الزنا، فإذا أخذك بصرك إلى معصية
فاصرف بصرك، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني فقال: "اصرف بصرك".