عبادات المؤمن  Ezlb9t10
عبادات المؤمن  Ezlb9t10





 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديدنا :
آخر المواضيع
date2014-05-25, 2:29 pm
member
date2014-05-25, 12:55 pm
member
date2014-03-19, 10:44 pm
member
date2014-03-03, 10:03 pm
member
date2013-11-09, 10:39 pm
member
date2013-10-04, 4:33 pm
member
date2013-09-30, 6:49 am
member
date2013-09-21, 9:34 pm
member
date2013-09-21, 9:29 pm
member
date2013-09-21, 9:28 pm
member

عبادات المؤمن

Admin
مؤسس المنتدى
Admin

السٌّمعَة : 0
ذكر
نقاط : 22423
عبادات المؤمن  Empty
http://omaarab.7olm.org
عبادات المؤمن  Clock13 2012-02-10, 6:39 pm

فضل الصلاة

ما معنى هذه الكلمة صلاة؟.. لهذه الكلمة ثلاث معان: الأول مشتق من الصلة، والثاني من الدعاء كما قال تعالى:{ ان الله وملائكته يصلون على النبي} الأحزاب 56، أي تدعو له، والثالث من لرحمة كما قال تعالى:{ هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور} الأحزاب 43. فصلاة الله هنا معناها رحمة.
وللأسف هناك كثيرون مقصرون في الصلاة، رغم خطورة ذلك التقصير، سواء في المحافظة عليها أو في جمع الصلوات بلا عذر أو تأخيرها كذلك بلا عذر.

في فضل الصلاة:

يقول تعالى:{ ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} النساء 103، أي مكتوبة بالمواعيد ومحددة، ولا بد من المحافظة على أدائها في هذه المواقيت.. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" .. ورغم أن هذا الحديث يعتبر ألف باء الاسلام.. ومع أننا أخذناه كلنا ودرسناه في المدارس الا ان هناك أناسا يفهمونه خطأ ويقولون: هذه مجرد أعمدة والدين لم يكتمل بعد فأين الذكر وأين الحجاب؟! ولكن الحديث واضح ويؤكد أن الاسلام بني على هذه الأعمال الخمس.. ويؤكد ذلك حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم:" الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين" رواه الهندي في كنز العمال 18890 والسيوطي في الدرر المنتثرة 104. وحديثه:" رأس الأمر الاسلام وعموده الصلاة.." رواه الامام أحمد في مسنده 5\231. وقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" أرايتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن لخطايا". رواه البخاري 528 ومسلم 1520 والامام أحمد 2\379. فالمحافظة على الصلاة هي الماحية لخطايا المسلم في اليوم والليلة. وعلى المسلم أن يحافظ على الصلاة بأن يؤديها في أول وقتها (تقريبا من وقت الأذان حتى نصف ساعة) وأسوأ تاخير للصلاة الى آخر ثلث ساعة.. وهناك حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم يبيّن أن الصلاة تمحى بها الذنوب سوى الكبائر، اذ قال:" الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم 551 والترمذي 214 والامام أحمد 2\359. ويبدو من هذا الحديث أن هناك أخطاء صغيرة تمحوها الصلوات الخمس وأخطاء أو ذنوب أخرى تحتاج الى صلاة جمعة.. وخطايا أكبر تحتاج الى الاجتهاد في رمضان بالصيام والقيام وقراءة القرآن.. وكبائر تحتاج الى عمرة.. وقد روي ان رجلا يدعى: أبا يعقوب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله.. أرأيت ان صليت الصلوات الخمس وحرمت الحرام وأحللت الحلال.. أأدخل الجنة؟ قال:" نعم".. ويقول صلى الله عليه وسلم:" مفتاح الجنة الصلاة" رواه الترمذي 4 والامام أحمد 3\340. وأمر أصحابه قائلا:" صلّ، فان الصلاة شفاء". رواه الامام أحمد الحديث 2\390.
ولاحظ أن آخر وصية للنبي صلى الله عليه وسلم قبل موته كلنت بالصلاة.... حيث قال:" لصلاة الصلاة.. وما ملكت أيمانكم" رواه أبو داود الحدجيث 5156 وابن ماجه 2698 والامام أحمد 1\78.. يقول الراوي فجعل النبي يغرغر بها لسانه يتردد بها قلبه! أنظر الى مدى عظم هذا الأمر وجلالته! ويكفي أن تعلم أن آخر ابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت عندما رأى مشهد الصحابة رضوان الله عليهم في الصلاة.
وجاء في حديث آخر: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال:" والذي نفسي بيده.. والذي نفسي بيده.. والذي نفسي بيده".. ثم أكبّ فأكبّ كل رجل منا يبكي لا ندري ماذا حلف عليه، ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى فكان أحبّ الينا من حمر النعم فقال:" ما من عبد يصلي الصلوات الخمسة ويخرج الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويجتنب الكبائر السبع الا قيل له يوم القيامة: أدخل الجنة بسلام" أخرجه النسائي الحديث 5\8.
وجاء في الحديث أن رجلا أصاب قبلة من امرأة ( أي قبلها) فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى:{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات} هود 114، فقال الرجل: ألي هذا يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"بل لأمتي جميعا" رواه البخاري 4687.
فانظر أخي كيف تكفر الصلاة السيئات.
وقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل فقال:" الصلاة على وقتها" قيل: ثم أي؟ قال:" برّ الوالدين"، قيل: ثم أي؟ قال:" الجهاد في سبيل الله". رواه البخاري 504 و 2630 ومسلم 248والامام أحمد 1\451.
اذن أفضل الأعمال أن تؤدي الصلاة في وقتها وما دمت ستؤديها في غير شك فلا تؤجل هذا الأداء، واحرص على تحصيل ثواب أدائها في أول وقتها، واعلم ان التسويف والتأخير والكسل من الشيطان.
وهذا حديث آخر طيب.. فقد دخل أعرابي المسجد فقال: ايكم محمد
(صلى الله عليه وسلم)؟ فقال الصحابة: ذلك الرجل الأبيض المتكئ، فذهب اليه فقال: أأنت محمد؟ قال:" نعم" فقال الرجل: يا محمد اني سائلك أمرا ومشدد عليك في المسألة فلا تجد على نفسك مني ( أي لا تغضب).. فقال صلى الله عليه وسلم:" سل ما بدا لك"، فقال الرجل: من الذي خلق الأرض؟ فقال:" الله"، قال: من الذي رفع السماء؟ قال:" الله"، قال من الذي نصب الجبال؟ قال:" الله".. قال: أشهدك بربك ورب من قبلك وبمن رفع السماء ونصب الجبال وخلق الأرض.. آلله أرسلك الى الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم:" نعم".. فقال الرجل: فأنشدك بربك ورب من قبلك.. آلله أمرك أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" نعم"، قال: فأنشدك بربك .. آللله أمرك أن نصوم في هذا الشهر؟ قال:"نعم"، قال: فأنشدك بربك.. هل ربك أمرك أن تأخذ صدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ قال:" نعم".. قال الرجل: فاني آمنت بما أرسلت به واني رسول قومي اليك، أنا ابن نضر بن الشاهد. رواه البخاري الحديث 63 وأبو داود 486 والامام أحمد 1\264.
فانظر الى هذا الرجل الأعرابي الذي أخذ الأمر بجدية منذ 1400 عام.. وأنت يا اخي ألم تقل أنك مسلم؟ هل أرغمك أحد على قولها؟ اذن فلا بد أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها، خاصة صلاة الفجر.. ولو أن أحدنا ذهب للعمل في شركة مقابل ثلاثة آلاف جنيه على أن يبدأ العمل في الخامسة صباحا.. هل سيوافق أم يرفض؟! واذا وافق هل يستطيع أن يخل بهذا الشرط (شرط الموعد)!.

*وقد روي عن سيدنا عثمان رضي الله عنه، توضأ ثم قال: اني محدثكم حديثا حدثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لولا آية في القرآن ما حدثتكم به..{ لتبيّنّنه للناس ولا تكتمونه} آل عمران 187، قالوا: وما هو؟ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاة الا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها. رواه البخاري الحديث 160 ومسلم الحديث 541.

*وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فان صلحت صلح العمل كله.. وان فسدت فسد العمل كله". رواه الامام أحمد الحديث 4\65.
اذن الانضباط في الصلاة سبب لقبول الأعمال..

*وقد ورد حديث خاص في فضل صلاتي الصبح والعصر.. اذ قال صلى الله عليه وسلم:" من صلى البردين دخل الجنة والبردان هما الصبح والعصر.رواه البخاري الحديث 574 ورواه مسلم الحديث 1436 والامام أحمد الحديث 4\80.
وأسألك أخي القارئ: لو لم تصل الفجر في وقته وأنت شاب قوي فمتى ستصليه؟!

*ويقول صلى الله عليه وسلم:" من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله". رواه مسلم 1492 وابن ماجه 3946.
تخيّل ستكون في رعاية الله وحمايته اليوم كله، اذا صليت الصبح في جماعة.. وقد روى الترمذي هذا الحديث بدون قله صلى الله عليه وسام:" في جماعة".

وفي حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم في فضل صلاتي الصبح والعصر أيضا، يقول فيه:" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار.. يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" رواه البخاري 555 و 7429 ومسلم 1430 والنسائي 484 الامام أحمد 2\486.
فهذه ملائكة تنزل من قبل الله تعالى لترى ماذا تفعل في صلاتي الصبح والعصر، وهم غير الملائمة الحفظة على الناس من أمر الله، ثم تصعد لتخبر الله بما ترى.. فتخيل منظرك وأنت نائم وتنزل الملائكة ثم تصعد فتخبر الله بذلك! واا كان هذا في صلاة الفجر.. فما أنت فاعل في صلاة العصر؟! وماذا ستقول عنك الملائكة اذا لم تصليها في وقتها؟ فماذا ستقول الملائكة؟ هل ستقول: يا رب، انه يأكل؟ أم انه يشاهد التلفزيون؟! أم أنه تائه ساه غافل؟!
وتخيّل مكانتك وسرورك عندما تصعد الملائكة فتخبر الله عز وجل بأنك تصلي الصبح والعصر منذ 15 سنة مثلا؟!


*والرسول يقول:" لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" مسلم 1439 وأبو داود 427 والنسائي 470 والامام أحمد 4\136.، وما الذي قبل طلوع الشمس؟ انه الصبح، وما الذي قبل غروبها؟ العصر! فهنيئا للمحافظ عليهما.
وصلاة الصبح تكون حاضرة اذا أديتها قبل شروق الشمس، أما بعد الشروق ولو بدقيقة فتكون قضاء.. وليس اللوم علن من يأخذ بالأسباب (كأن يضبط المنبه) ثم تفوته الصلاة.. لأنه رفع القلم عن ثلاث: منهم "النائم حتى يستيقظ" أبو داود 4398 والنسائي 3432 والامام أحمد 1\140، انما اللوم عل الذي لا يأخذ بالأسباب فلا يضبط المنبه ولا يطلب من أحد أن يوقظه!

*وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العصر ذات يوم بأصحابه ثم قال:" ان هذه الصلاة عرضت على الأمم قبلكم فضيّعوها.. فمن حافظ عليها كان له اجران" رواه الامام أحمد 6\397. أي من حافظ على صلاة العصر في أول وقتها كان له أجره أجر الأمم التي ضيّعتها من قبل!.. فهل ستحافظ على الصلاة؟! أم ستفرط فيها حتى بعد علمك بهذه الأحاديث؟
ويقول صلى الله عليه وسلم:" لا يلج النار رجل صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" رواه مسلم 1424 وأبو داود 427، فاياك وتسويف الصلاة وتأخيرها بلا عذر، أو بعذر أقبح من ذنب، كم يشاهد مباراة أو فيلما أو مسلسلا.. فقد يدخل الوقت الثاني فتندم ولا ينفع الندم.

*ان مما يؤكد أهمية الصلاة أنها العبادة الوحيدة لتي فرضت ليلة الاسراء والمعراج بتكليف من الله تعالى مبارة بغير واسطة الوحي (جبريل عليه السلام).. وقد فرضت خمسين صلاة في البداية، ولكن موسى عليه السلام نصح النبي صلى الله عليه وسلم بالعودة وأن يسأل الله التخفيف فظل يتردد بين ربه تعالى وبين موسى عليه السلام حتى صارت خمسا ثم استحى ان يرجع الى ربه تعالى فيقول الله تعالى:" هي خمس في العدد خمسون في الأجر، لا يبدل القول لدي". رواه أبو عوانة في مسنده الحديث 1\134.
فتخيل ،يا أخي، لو كان عدد الصلاة خمسين، فكم سيكون بين الصلاة والصلاة، نصف ساعة على الأكثر؟! فمن سيطيق ذلك؟!
فانظر كيف يرينا الله تعالى رحمته بنا وشفقته علينا. ومع ذلك فان البعض لا يستحون، ولا حول ولا قوة الا بالله!

عقوبة تارك الصلاة:

وهذا الكلام ليس موجها لأحد منكم، لأني أظنكم محافظين عليها والحمد لله، ولكن أرجو أن تبلغوا هذا وتنصحوا به من لا يصلي من آبائكم أو أمهاتكم أو اخوانكم أو أبنائكم أو أقاربكم أو أي مسلم تستطيع أن تنصحه، لأن عقوبة تارك الصلاة في منتهى الخطورة.
اعلم أن جهنم درجات وأبواب. قال تعالى:{ وان جهنم لموعدهم أجمعين* لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} الحجر43،44. من هذه الأبواب باب شديد اسمه: سقر.{وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر} المدثر 27-28. أي أن الذي يدخل سقر يسيح ويتلاشى!!وتخيل عندما يسيح عظم جمجمتك مثلا!! وعندما يدخل أهل النار سقر تسألهم الملائكة:{ ما سلككم في سقر} المدثر 42، ما الذي أتى بكم الى هنا؟ فتكون الاجابة:{ قالوا لم نك من المصلين} المدثر 43 وكل مذنب ترجى له رحمة اله الا تارك الصلاة فلا بد أن يدخل سقر!!

أسرع يا أخي الى ابيك وأمك اذا كانا تاركين للصلاة وانصحهما برفق ولين واخلاص لله.. لأن الأمر جد خطير.. وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم 242 والترمذي 2618 والامام أحمد 3\389، ويقول:" العهد بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها قد كفر" رواه الترمذي الحديث 2121 والنسائي 462 وابن ماجه 1079 والامام أحمد الحديث 5\346. فهل يعني ذلك انه لو لك لك صاحبة أو لك صديق لا يصلي.. هل يعني أنه كافر؟! لا.. العلماء يقولون انه يعمل عملا من أعمال الكفر.. وهناك فرق كبير فاحذروا أيها الاخوة أن تكفروا أحدا لأن التكفير مسؤولية أهل لعلم والاختصاص – كالأزهر مثلا.

*وبالمناسبة فقد جرت مناظرة لطيفة بين الامام الشافعي والامام أحمد بن حنبل، الشافعي يقول: ان من لا يصلي يأتي بعمل من أعمال أهل الكفر ولكنه ليس كافرا.. أما الامام أحمد فيقول: انه كافر.. فسأل الشافي ابن حنبل: أتقول انه كافر؟ قال: نعم، قال: فبم يسلم؟ قال: بأن يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، فقال الشافعي: انه يقولها.. قال ابن حنبل: اذن يسلم بأن يصلي، فقال الشافعي: صلاة الكافر لا تقبل! فسكت الامام أحمد بن حنبل وعرف أن الشافعي على صواب وأن تارك الصلاة يأتي بعمل من أعمال أهل لكفر ولكن ليس بكافر.

ولكن اعلم أن تارك الصلاة ملعون في التوراة والانجيل.. بل ان ملابس تارك الصلاة تلعنه تخيّل.. تقول: أخزاك الله.. لولا أن سخرني لك لفررت منك! وتلعنه حتى اللقمة التي يأكلها تقول: لعنك الله.. أتأكل من رزق الله ولا تؤدي فريضته؟! بل ان تارك الصلاة يحشرمع فرعون وهامان، لأنه متكبر.. نعم.. والا لماذا لا يضع جبهته على الأرض؟! فأبلغوا عني هذا الكلام، والأمر الآتي أشد!!
ان تارك الصلاة يحرم من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.. ولا يشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم!!

عقوبة الذي يجمع الصلاة بلا عذر:

يعني يصلي الصبح مع الظهر، مثلا.. ويعود من العمل ليصلي بقية الصلوات.. وتنظر اليه فتراه يركع ويسجد كثيرا ويصلي الأوقات كلها، وينقرها نقرا ولا يدري ماذا يقول؟! وبعضهم يصلي وقتا ويترك آخر أو يصلي بعض الأوقات ويترك بعضها.. وطبعا هذه كارثة.. فكيف ناتي لنحضر درس علم في لمسجد ونحن نجمع الصلوات؟! وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تتركن صلاة متعمدا، فانه من ترك صلاة متعمدا برئت منه ذمة الله" رواه الهندي 16096،.. تخيل.. ذمة الله بريئة منه!! فلا رعاية ولا حماية ولا حراسة من الله، ويقول صلى الله عليه وسلم:" من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر" رواه الترمذي 188.

*وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل نام حتى طلعت عليه الشمس (يعني لم يصل الصبح) فقال:" ذاك الرجل بال الشيطان في أذنه" رواه البخاري الحديث 1144 و 3270 ومسلم 1814 والنسائي 1607 والامام أحمد 1\427. !! ولا شك أن بولة الشيطان أقذر من بولة الانسان! فتخيل رجلا نائما يأتيه الشيطان كل فجر فيبول في أذنه.. انه شيء يدعو للاشمئزاز والتفور!!

*ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الاسراء والمعراج:" ورأيت ليلة أسري بي أناسا من امتي ترضخ رؤوسهم بالحجارة كلما رضخت عادت فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء: الذين كانت رؤوسهم تتكاسل عن الصلاة" رواه الخطيب البغدادي 12\47. والكلام عن الصلاة يعد كلاما عن الف باء الاسلام.. وهذا الحديث من باب { وذكّر فان الذكرى تنفع المؤمنين} الذاريات 55.

*يقول الله تعالى:{ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا} مريم 59.
يقول ابن عباس رضي الله عنه: ليس معنى أضاعوا الصلاة تركوها بالكلية.. ولكن كانوا يجمعونها فيؤخرون صلاة الظهر الى صلاة العصر ويؤخرون صلاة المغرب الى صلاة العشاء.. والغي: واد في جهنم تستعيذ منه النار لشدة حره! فهل يصر أحد بعد ذلك على جمع الصلوات!!

*ويقول صلى الله عليه وسلم:" من ترك صلاة العصر حبط عمله" رواه الامام أحمد 5\350 والحديث 5\360، فاحذر من هذا جيدا.. يقول صلى الله عليه وسلم:" الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله" رواه البخاري الحديث 552 ومسلم الحديث 1416.
فاحذري يا أختي أن يتقدم لخطبك شاب لا يصلي وتقبلينه!! اياك، ولا يقل أحد ان فلانا أو فلانة تصلي ثم تفعل كذا وكذا.. فلا شأن لنا، والمطلوب من المسلم اتباع أوامر الاسلام جميعا.

*فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من حافظ على هذه الصلوات كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة.. ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف" رواه الامام أحمد 2\169 والدرامي الحديث 2\302... ولماذا أبيّ بن خلف؟! لأنه شر الناس، ولهذا قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده في غزوة أحد.. فهل ترضى يا تارك الصلاة أن تحشر مع أبيّ بن خلف؟!

ويحذر الحق جل وعلا من جمع الصلاة بلا عذر شرعي فيقول:{ فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون 4-5، والويل، كما يقول العلماء، واد في جهنم كله عقارب وحيات.. فمن يتحمل ذلك؟ ولماذا لا نواظب على الصلاة في وقتها؟!.

*وهذا ابن القيّم يقول: دخلت على أستاذي (ابن تيمية) وقد حبسه التتار فبكيت لحاله، فقال لي لا تبك.. لست أنا المحبوس، لست انا المأسور، المحبوس من حبسه شيطانه، والمأسور من اسره هواه.. وتأخير الصلاة من صفات المنافقين الذين:{ واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا} النساء 142,

وقبل أن أختم كلامي أذكرك وأوصيك بالمحافظة على الصلاة، حتى اذا تكلمنا عن الخشوع في الصفحات القادمة أدركنا معنى الكلام الذي يقال.. وأرجو أن توصي أحبابك جميعا بهذا الأمر، وأحب أن أنبّه الأخوات بأن طلاء الأظافر يبطل الصلاة اذا وضع قبل الوضوء.. فهل تريد الأخت ببساطة أن تضيع صلاتتها من أجل طلاء أظافرها؟! هل لارضاء النفس أضيّع العبادة؟!
وأخيرا أدعوك أخي القارئ وأختي القارئة الى رجاب التوبة عن كل تأخير للصلاة.. والتوبة تجبّ وتمحو ما قبلها لقوله تعالى:{ الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} الفرقان 70.. فالله أكبر.. ما أحلى التوبة النصوح وما أجمل السير في طريق الله.. فانظروا الى سعة رحمة الله.. فلنتب الى الله من كل ذنب وتقصير.. ولندع أهلنا وأقاربنا وجيراننا الى الحفاظ على الصلاة.. ولننو تحسين الأخلاق { ان الصلاة تتنهى عن الفحشاء والمنكر}العكمبوت 45.
الخشوع في الصلاة

موضوعنا الآن هو الخشوع في الصلاة، وهو موضوع في غاية الأهمية.. لأن الخشوع روح الصلاة.. فصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح.. ومعلوم أن الصلاة على غير الخاشع في منتهى الصعوبة.. وهي أمر ثقيل على نفسه، كما قال تعالى:{ واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين} البقرة 45، أي أمها شاقة وصعبة على الذين لا يخشعون في صلاتهم حتى لو كانت صلاة سريعة.. وعلى العكس من ذلك فان الخاشع في صلاته، ولو أطال فيها، يحس أنها سهلة قصيرة يسيرة!!

وأسأل سؤالا: هل تعرف أخي القارئ ماذا تعني الصلاة؟ تعني ببساطة أنك في لقاء مع الله تبارك تعالى.. والدخول في الصلاة يعني الدخول على الله تعالى.. فهل تفكرت في هذا المعنى؟! وهل تخيلت أنك عندما تقول: (الله أكبر) فان الله تعالى يقبل عليك، وينظر اليك؟ هل استحضرت هذا المعنى العظيم والذي يجسده الحديث القدسي:" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل.." رواه الترمذي 2953.
وقيمة الصلاة انها السبيل الأساسي لتعرفنا بالله عز وجل..فبدون الصلاة لا نستطيع أن نتعرف على الله تعالى.. فأنت اذا كنت لا تصلي، فمعنى هذا أنك لم تعرف ربط سبحانه وتعالى.
فالصلاة حقا سر الوجود. لماذا خلقت؟ خلقت لمعرفة الله عز وجل القائل في محكم آياته:{ وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون} الذاريات 56، لم نخلق من أجل أن نعيش ونأكل ونشرب ونتزوج وننجب ونعمل ثم نموت!!
اذن معرفة الله تعالى وحب الله وطاعته هو الهدف الأساسي من خلق الله لنا.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" رواه مسلم الحديث 533 والترمذي 3517 وابن ماجه 280 والامام أحمد 5\342... وقال صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه سيدنا عمر رضي الله عنه أن يتخذ وطاء بعد أن أثر الحصير في جسده الشريف:" ما لي والدنيا؟ ما لي والدنيا؟ انما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل سار في يوم شديد الحر فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها" رواه الهندي 6142.

جاهد نفسك في تحصيل الخشوع

ولا يخشع في صلاته الا من أحب الله تعالى.. ومن أمثلة المحبي لله تعالى حقا وصدقا ابن القيّم، رحمه الله، والذي يقول:
" في القلب شعث ( أي تمزق) لا يلمه الا الاقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها الا الأنس بالله، وفي القلب خوف وقلق لا يذهبه الا الفرار الى الله".. فهل أحسست مرة بهذه المعاني؟! هل شعرت اخي القارئ أنك تريد أن تفر الى لله عز وجل؟! وتقول بلسان حالك: أنا محتاج لدينك يا رب! محتاج الى أن آنس بك يا رب! هل أحسست أن في قلبك شوقا وتطلعا لا يطفئه ولا يشبعه الا الرضا بالله عز وجل؟!

ويقول ابن القيّم أيضا:" اذا استغنى الناس بالدنيا فاستعن أنت بالله، واذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، واذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله، واذا ذهب الناس الى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون اليهم فتودد أنت الى الله".
وهذا أيها الأخ الكريم كلام لرجل أحب الله تعالى حقا، فهل تحس أنت أنك تحب الله؟ واسأل نفسك دائما: ماذا تريد؟ هل تريد الدنيا أم تريد الجنة؟ لماذا تعيش؟ حدد هدفك حتى أستطيع أن أدخل معك الى موضوع الخشوع في الصلاة.

وأذكرك أولا بقول ابن القيم رحمه الله:" لا تسأم من الوقوف على باب ربك.. ولو طردت"!
أي لا تمل من الوقوف على باب الحق جل وعلا؛ حتى لو لم يتحقق لك الخشوع في البداية، فلا تتعجل وتترك مجاهدة نفسك لتحصيل الخشوع، بل ابك كثيرا وداوم طرق باب الملك، فانه ولا شك، سيفتح لك، اخشع لله وادعه ولا تقطع الأعتذرا والاحساس بالتقصير.. ولو عصيته فارجع سريعا اليه وتب واستغفر.. ورحم الله من قال:" فاذا فتح الباب للمقبولين، فادخل دخول المتطفلين".. يعني لو فتح الله بابه لعباده الذين يحبهم فادخل في وسطهم، فاذا كان هناك مثلا درس علم في مسجد أو نحوه، فاذهب واجلس مع الجالسين فعسى أن تكون في قوم لا يشقى جليسهم.. واذا كان هناك اخوة ذاهبون للاعتكاف فاعتكف معهم.. وصل معهم قيام الليل.. فالجليس الصالح مثله كمثل حامل المسك اما أن يهديك واما أن تبتاع منه واما أن تشم منه رائحة طيبة..
اذا فتح باب الرحمن في أوقات السحر واجابة الدعاء كالسجود وغيره فأسرع بالدخول.. وابسط يدك للرحمن وقل له: مسكين فتصدق عليّ.. وستشعر حينئذ بحلاوة المناجاة.. وحلاوة الخلوة بالرحمن عز وجل..
وأسألك أخي بالله عليك ما هي آخر مرة خشعت فيها لله في صلاتك؟! وهل كنت تتمنى ألا تقوم من السجود أبدا؟! وما هي آخر مرة وقفت فيها بين يدي الله فخشعت جوارحك واضطرب قلبك؟!

وأنا أخاف ألا نشعر بأهمية هذا الكلام.. لأن بالقلوب بعض القسوة، نحن نأكل ونشرب ونتزوج وننجب ونموت وننسى لماذا خلقنا؟ لقد خلقنا لغاية تخالف هذه الأشياء التي فعلناها ونفعلها ونهتم بها ونحرص عليها! خلقنا لنكون في كنف الله الرحمن وفي خدمة الواحد المنان.. وكفى بك عزا أن يكون لك رب، وكفى بك فخرا أن تكون له عبدا.
وقد جلست مرة مع بعض الشباب وأردنا أن نتذاكر نعم الله علينا، فمنّا من قال الصحة.. ومنا من قال الأولاد.. ومنا من قال السمع والبصر.. وآخر قال امي، وآخر قال المال.. وآخر قال الاسلام.. حتى قال شاب عمره 18 سنة: أعظم نعمة انعم الله بها علينا أن ربنا هو ربنا!!
أفهمت هذا المعنى؟! فهذا الشاب الصغير يشعر بأن أعظم نعمة في الوجود بان ربنا وحده هو القائم على أمورنا.. وهو الذي يتكفل بنا وياخذ بقلوبنا وأيدينا ونواصينا الى طريق الخير والصلاح.. فأعظم نعمة أن الله، والله وحده، هو ربك سبحانه وتعالى.
فاستشعر هذا المعنى –أيها الأخ- أنت ملك من؟ أنت عبد من؟! هل أنت عبد ذاتك؟ هل أنت عبد شهواتك؟ هل أنت عبد للمال؟! احذر أن تكون من هؤلاء، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على عباد الدنيا والشهوات والزينة فقال صلى الله عليه وسلم:" تعس عبد الدرهم والدينار.. تعس عبد القطيفة.. تعس عبد الخميصة تعس وانتكس، واذا شيك فلا انتقش" رواه البخاري 2886 وابن ماجه 4135، يدعو عليه بأنه لو دخلت فيه شوكة ألا يجد من يخرجها منه!!

هل ذقت حلاوة الصلاة؟!

يقول ابن تيمية: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها! فقيل له وما أحلى ما فيها؟ قال: حب الله عز وجل.
فأنت يا مسكين يا من لم تجرب البكاء في صلاتك بين يدي ربك جل وعلا.
مسكينة يا من لم تشعري بجسدك وقلبك يرتجفان لذنب أذنبتيه، خوفا من الله الواحد القهار.
هل ابتسمت مرة أخي وأنت داخل على الله في صلاتك؟!
واعلم أن كثرة الحركات في الصلاة تدل على عدم حضور القلب وعدم خشوعه لله رب العالمين، ولذا لما رأى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يعبث بلحيته قال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.. وقد صدق لأن الجوارح مرآة القلب.. وكل اناء بما ينضج.
واذا نظرت الى الناس في صلاتهم وجدت عجبا.. تجد من يقوم ويركع ويسجد في صلاته بسرعة عجيبة وكأنه (سوستة) تتحرك حركة آلية أو كأنه ترس في آلة، وفي دقيقتين أو أقل يصلي الظهر أو العصر مثلا! وممكن أن يضغطها فيجعلها في دقيقة ونصف ويأتي بالسجود مع الركوع، فلا يقيم ظهره بعد الركوع، بل يخرّ ساجدا مباشرة!!
وقد تجد من يصلي بجوار المرآة، مثلا، فينشغل بالنظر فيها.. أو بجوار التلفاز حتى لا يفوته الهدف اذا أحرزه أحد الفريقين في المباراة!! وهذه نماذج لا ينبغي أن نراها.. ولنستح من الله عز وجل..
وقد تجد أختا تصلي فتقع عيناها على بقعة في السقف أو في الحائط فتقول في نفسها: بعد فراغي من الصلاة سأمحو تلك القعة.. وبذلك يخرجها الشيطان من صلاتها وخشوعها.. وقد تجد أخا يصلي فيعمل ابنه شيئا خطأ فيرفع الأب صوته ليلفت نظر ابنه! فهل هذا يجوز؟!.
وآخر قد يكون مشغولا بمباراة ستبدأ بعد قليل فينظر في ساعته أثناء الصلاة ليحسب الوقت المتبقي فينهي فيه الصلاة!!

ارجع فصل فانك لم تصل

شتان بين هذه الصور التي نعرض لها وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والصالحين.. ان الصلاة ليست مجرد حركات تؤديها بلا حضور أو فهم لما يتلى من كتاب الله.. ولهذا: ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ذات مرة اذ دخل رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم.. فرد عليه، ثم قام الرجل فصلى، فلما انتهى من صلاته ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم سلامه ثم قال له:" ارجع فصل فانك لم تصل!" فذهب فصلى ثم عاد فسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه ثم أعاد الأمر مرة ثانية:" ارجع فانك لم تصل" ففعل الرجل ثم عاد فسلم فرد عليه الرسول، ثم أمره أن يعيد الصلاة مرة أخرى!! فال الرجل: ( والذي بعثك بالحق.. ما أحسن غيرها .. فعلمن) فقال له الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم:" اذا قمت الى الصلاة فكبّر، ثم اقرأ معك ما تيسر من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، واجعل ذلك في صلاتك كلها" رواه البخاري الحديث 6251 والحديث 6667.

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال:" ذلك اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" رواه البخاري الحديث 751. وقال صلى الله عليه وسلم:" ان أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته". قيل كيف ذلك يا رسول الله؟! قال:" لا يتم ركوعها ولا سجودها"!! رواه الامام أحمد 3\56 والبيهقي 5\386 والحاكم 1\229.

*وقد جاء في حديث آخر:" ان الرجل اذا صلى الصلاة فلم يتم ركوعها ولا سجودها لفت كما يلف الثوب الرديء فتلقى في وجهه وتقول: ضيعك الله كما ضيعتني، واذا أتم ركوعها وسجودها لفت كما يلف الثوب الطيب الحسن ودعت له قائلة: حفظك الله كما حفظتني"!.

*وقال صلى الله عليه وسلم:" ان الله يقبل على العبد في الصلاة ما لم يلتفت، فاذا صرف العبد وجهه انصرف الله عنه" رواه أبو داود.. فبالله عليك بعد كم من الثواني ينصرف الله عنك في صلاتك!! وهل تتحمل وتتخيل ان ينصرف الله عنك ربك جل وعلا؟! أفلا تستحي أن ينظر الله اليك بينما أنت تنظر الى غيره؟!
واحذر ألا ينظر الله اليك في صلاتك.. فقد قال صلى الله عليه وسلم:" ينظر الله الى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده". وقال صلى الله عليه وسلم:" ان العبد اذا اٌقبل على صلاته ثم التفت يقول الله تعالى: أإلى خير مني"؟! رواه الامام أحمد 2\525 والهيثمي 2\120.

*واعلم ، أخي، أن مناط القبول في الصلاة حضور القلب وفهم العقل.. ولذا قال صلى الله عليه وسلم:" ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها" رواه الزبيدي 3\112. معنى هذا أنه قد ينصرف المسلم من صلاته ولم ينل حسنة واحدة، وانما يكون فقط قد أسقط الفريضة ( أي أداها ورفع عنه وزر المحاسبة على تركها) وذلك لأنه لم يعقل منها آية ولا تسمية ولا دعاء، اذ إنه صلى بقلب ساه غافل.

*والله تعالى حكم عدل.. والأجر على قدر المشقة.. ولذا يقول صلى الله عليه وسلم:" ان الرجل ليصلي الصلاة فلا يكتب له الا ثلثها أو ربعها أو نصفا أو سدسها أو ثمنها أو عشرها" الامام أحمد 4\319. فيا ترى كم يكتب لنا من صلواتنا؟!
وتخيّل أنك دخلت على ملك من ملوك الدنيا أو رئيس أو مدير ثم أثنيت عليه ومدحته ووقفت بين يديه مهذبا مطيعا.. فكيف سيكافئك؟! واذا كان هذا مكافأة العبد للعبد؟ فبماذا يكافئك رب العباد جميعا؟!

نماذج من خشوع الصحابة والتابعين

روي أن سيدنا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجرة، فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب الى الطبيب صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول:" يا رسول الله، اني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فاني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله.. فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي"!!
لماذا فعل هذ الصحابي ذلك؟! لقلة ذنوبه، لقلة التفاته، فأصبح الالتفات عنده مصيبة، وهكذا يرى المؤمن ذنوبه وان كانت صغيرة، يراها كأنها جبل يخاف أن يقع عليه أما المنافق فيرى ذنبه كذبابة وقعت على وجهه فأطارها بكل سهولة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم!

*وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ان الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة، فقيل له: كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجدوها ولا قيامها ولا خشوعها! رواه المنذري في الترغيب والترهيب الحديث 1\337.

*ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة! قيل: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها!

*ويقول الامام أحمد رحمه الله: يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون، واني أتخوف أن يكون هوهذا الزمان!! فماذا لو أتيت الينا يا إمام ونظرت الى أحوالنا والى صلاتنا، نحن المسلمين، في القرن العشرين؟!

*ويقول الامام الغزالي رحمه الله: ان الرجل ليسجد السجدة يظن تقرب بها الى الله سبحانه وتعالى، ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا!
سئل: كيف 1لك؟ فقال: يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا.. فأي سجدة لله هذه؟!

*يقول الله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} النساء 43. وللاسف هناك أنس ليسوا بسكارى، ولكنهم في الصلاة يكونون أشد وأسوأ حالا من السكارى، بل انهم سكارى!.. نعم سكارى من كأس الدنيا المترعة التي شربوها فغيبت قلوبهم وأخمدت جذوة عقولهم.. واذا كان الله قد حرم الخمر في البداية قبل الصلاة حتى يعلم المصلون ما يقولون.. فحريّ بالمسلم أن يقطع قبل صلاته وأثناءها كل الشواغل الظاهرة والباطنة حتى يعلم ما يقول.

واعلم أن الله تعالى أمرنا بإقامة الصلاة، لا بمجرد الصلاة فقال:{ وأقيموا الصلاة} البقرة 43، ولم يقل: صلوا. وشتان بين هذه وتلك. فمعنى أقيموا: أي أتموا وأحسنوا. وفي اللغة العربية.. أقام البيت: أي حسنه وأتمه وجمله.. ولم تذكر ( صلى) بمعنى الأداء فقط الا في موضع واحد وهو موضع ذم، في سورة الماعون:{ فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون 4-5، فلم يقل سبحانه: (فويل للمقيمي الصلاة) أو ( للمقيمين الصلاة)، اذا لو كانوا مقيميها حقا لما سهوا عنها أبدا.
والصلاة الكاملة التي يؤديها المرء بخشوع وحضور قلب تعد راحة للقلب وقرة للعين.. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبلال رضي الله عنه:" أرحنا بها يا بلال" الطبراني 6\340.. وربما يقول بعضهم بلسان حاله: أرحنا منها يا بلال!

*والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أيضا:" وجعلت قرة عيني في الصلاة" الامام أحمد 3\128.. أي لا يملأ عيني ولا يريحها حقا الا الصلاة، ونحن يملأ أعيننا التلفاز.. أو امرأة تعلق بها الانسان أو أموالنا أو بيوتنا أو زوجاتنا أو أعمالنا!!.
فبالله عليك خل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟! وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا الى البيت كي تصلي ركعتين لله؟ هل اشتقت الى الليل كي تخلو فيه مع الله؟!


*وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر، أي شغله وأحزنه، فزع الى الصلاة وسارع الى اقامتها. ونحن الآن عندما تكون عندنا مشكلة نفزع الى الناس ونشكو اليهم.. وهذا خطأ؛ اذ لن يفرج كربك ولن يذهب عنك ما تجد الا الله تعالى.. فأسرع اليه وقف بين يديه.
وانظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت السيجة عائشة رضي الله عنها تجده طوال الليل يصلي وطول النهار يدعو الى الله تعالى فتسأله: يا رسول الله.. أنت لا تنام؟ فيقول لها:" مضى زمن النوم!" ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها.. ثم يستأذنها فيقول:"دعيني أتعبد لربي" فتقول: والله اني لأحب قربك، ولكني أؤثر هواك!

*وهذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يصف صلاته (وقارن بين صلاتك وصلاته): دخلت المسجد ليلا فرأيت جذع نخلة في وسط المسجد، فتعجبت اذ لم يكن في المكان جذع نخلة فظللت أدنو، فاذ الجذع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف يصلي، فدنوت منه وقلت: هذه فرصة لكي أصلي وحدي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فوقفت بجواره، فبدأ بسورة البقرة، فقلت يسجد عند المائة فأكمل السورة، فقلت يختمها ويركع، ففتح آل عمران، فقلت يسجد عند المائة، فأكمل السورة فقلت يختمها ويركع، ففتح سورة النساء فقرأها فقلت يسجد عند المائة، فأكملها! يقول ابن مسعود: فهممت بأمر سوء، فقيل له ما ذلك؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه! ثم يكمل ابن مسعود حديثه فيقول: ثم ركع صلى الله عليه وسلم فكان ركوعه قريبا من قيامه يقرأ مترسلا، فاذا مر بآية فيها ذكر الجنة سأل الله اياها، وان قرأ آية فيها ذكر النار تعوذ بالله منها، ثم ركع فجعل يقول " سبحان ربي العظيم" وأكثر منها، ثم رفع فكان وقوفه قريبا من ركوعه، أسمعه يقول:" رب لك الحمد كثيرا طيبا مباركا ملء السموات والأرض وملء ما بينهما" ثم سجد، فكان سجوده قريبا لوقوفه!.
ويقول الصحابة: كنا نسمع لجوف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي أزيزا كأزيز المرجل من البكاء! فمتى كان لجوفك أزيز؟! وأستحلفك بالله.. ألا تريد أن تجرب ذلك؟ والله ان هذا أحلى شيء في الدنيا.. أن تقف بين يدي الله تعالى وهو عنك راض وتشعر بقربه تعالى منك؛ خاصة عند سجودك بين يديه جل وعلا. وهذه المعاني من لم يشعر بها مسكين والله.. وان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، كما كان يقول ابن تيمية رحمه الله.

*يقول ربيعة بن كعب الأسلمي: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار..وأبيت على بابه بالليل، فما زلت أسمعه كل ليلة هو يصلي يقول:" سبحان ربي.. سبحان ربي.. سبحان ربي.." حتى أملّ أو تغلبني عيني فأنام، فأقوم من ليلي فأسمعه يقول:" سبحان ربي.. سبحان ربي.. سبحان ربي..".
أرأيت هذه المتعة؟ وهل سبق لك أن جربتها؟!
ويكمل ربيع حديثه ،وكان عمره 14 سنة، قائلا: فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يوما:" يا ربيعة.. تعال"، فقلت لبيك، فقال:" سلني أعطك"، فقلت: أنظرني حتى أنظر يا رسول الله. فقلت لتفسي: اياك يا ربيعة أن تطلب شيئا من الدنيا.. فوالله انها ستفنى.. فعدت اليه وقلت: يا رسول الله.. أسألك مرافقتك في الجنة، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:" أوغير ذلك يا ربيعة"؟ قلت: لا والذي بعثك بالحق لا أريد غيرها.. فقال صلى الله عليه وسلم:" فأعني على نفسك بكثرة السجود"! رواه الطبراني 5\52.

*كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ركع يقول:" خشع لك سمعي ولصري ومخي وعظامي وعصبي.." رواه الطبراني 19\232 والبيهقي 2\87. وهذا الدعاء يدل على استغراقه صلى الله عليه وسلم في عبادة ربه جل وعلا فلا يسمع سوى كلام الله.. ولا يرى غيره.. ولا ينشغل مخه بشيء سوى الله تعالى!! فمسكين والله من لم يذق طعم الخشوع.

*وقالوا: لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت: يموت الآن (من كثرة خشوعه)!.

*وهذا عروة بن الزبير رضي الله عنه، ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة، أصاب رجله داء الآكلة (السرطان) فقيل له: لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله، ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك. فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟ والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته. فقالوا: نسقيك المنقد ( مخدرا) فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم، فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك، فقال أنا أعينكم على نفسي. قالوا: لا تطيق. قال: دعوني أصلي، فاذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد، فاذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون! فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول: لا اله الا الله.. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمدا نبيا ورسولا.. حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة، فلما أفاق أتوه بقدمه فتظر اليها وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك الى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائما لله.. فقال له أحد أصحابه: يا عروة.. أبشر.. جزء من جسدك سبقك الى الجنة فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء.

*وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما اذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه.. فاذا سئل عن ذلك قال: اتدرون بين يدي من أقوم الآن!

*وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه اذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال: الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.. وحملتها أنا.

*وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك؟ قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة.. وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدميّ، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة، فأكبّر الله بتعظيم وأقرأ بتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخشوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا!

*يقول سبحانه وتعالى:{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله..} الحديد16. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لم يكن بين اسلامنا وبين نزول هذه الآية الا أربع سنوات، فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا.. فكنا نخرج نعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى:{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله..} فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا. فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية؟ وهل خجلت من عتاب الله لك؟!

*الامام الغزالي يقول: استجمع قلبك في ثلاثة مواضع: عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت.. فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمنّ عليك بقلب؛ فإنه لا قلب لك!!

*رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم نصحنا بقوله:" صلّ صلاة مودّع" فهل صليت مرة واحدة صلاة مودع في عمرك كله؟!

مراتب الناس في الصلاة:

الناس في الصلاة على مراتب خمس..
الأول: الذي لا يحافظ على صلاته، لا على وقتها، ولا على وضوئها، ولا على أركانها الظاهرة ( القيام والركوع والسجود..) ولا على خشوعها.. فهذا (معاقب) بإجماع العلماء.
الثاني: الذي يحافظ على الوضوء والصلاة والأركان الظاهرة ولكن بلا خشوع وهذا (محاسب) على صلاته حسابا شديدا.
الثالث: محافظ على الوقت وعلى الوضوء والأركان الظاهرة ويجاهد شيطانه فيخشع لبعض الوقت ويسهو لبعض الوقت، فالشيطان يختلس من صلاته ويسرق منها بين الحين والآخر. فهو في صلاة وجهاد وله أجران: أجر الصلاة وأجر الجهاد.
الرابع: محافظ على الوقت وعلى الوضوء وعلى الأركان الظاهرة وخاشع في صلاته (وهذا النوع نادر في المسلمين).
الخامس: محافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة.. والأكثر من ذلك أنه خلع قلبه وأسلمه لله عز وجل، فهو ليس في الدنيا.. بل صار في مناجاة مع الله.. ولعل هذا ما أشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:" وجعلت قرة عيني في الصلاة"...
فهل يمكن أخي القارئ أن تصل الى هذه المرحلة من الخشوع في الصلاة؟! فتذوق حلاوة الوقوف بين يدي الله.

كيف تخشع في صلاتك؟!

هناك وسيلتان لتحقيق الخشوع في الصلاة..
الأولى:إخراج الدنيا كم القلب والاقلال من الشهوة والمعاصي.
وابن عطاء صاحب الحكم، يقول: كيف يشرق قلب وصورة الدنيا منطبعة فيه، أم كيف يرحل الى الله وهو منكب على شهواته، أم كيف يدخل على الله ولم يتطهر من نجاسة غفلاته!

*جاء رجل الى الامام أحمد رحمه الله فقال له: يا امام، أعد طهوري، وأنام مبكرا، أريد قيام الليل وصلاة الفجر، فلا أستيقظ، فقال له الامام أحمد: ذنوبك قيدتك!. ثم قال له: لا تعص الله بالنهار.. فحينئذ تقوم الليل وتصلي الفجر!
فكم من أكلة ثقيلة منعت قيام الليل، وكم من نظرة الى حرام منعت من صيام يوم!

*ومثل تشعب الدنيا وانشغال الانسان بها كمثل طالب يذاكر دروسه في غرفته وبجواره شباك تحه شجرة عليها عصافير.. وكلما أراد أن يركز في المذاكرة وجد العصافير تزعجه، فيأخذ خشبة ليضرب ليضرب بها الشجرة فتطير العصافير، فيعود لمذاكرته، ولكن ما تلبث العصافير أن تعود مرة أخرى! فجاء والده فقال: يا بني لا تستريح من ازعاج العصافير الا بقطع الشجرة.. فاقطع يا أخي شجرة الشهوات من قلبك تخشع في صلاتك!
أما الوسيلة الثانية: فهي أن تفهم حركات الصلاة الظاهرة.. بأن تكون لكل حركة في الصلاة أو قبلها أثر في قلبك..



عبادات المؤمن

ماسينيسا
طالب نشيط
ماسينيسا
طالب نشيط

السٌّمعَة : 30
ذكر
نقاط : 1460
عبادات المؤمن  Empty
عبادات المؤمن  Clock13 2012-02-11, 6:57 pm

[ thanks ]

مرسي

[على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر

منكـ
المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله
ـــاركـ فيك
تح
ــياتي وشكري ليك
دمت


عبادات المؤمن

استاذ المنتدى
طالب نشيط
استاذ المنتدى
طالب نشيط

السٌّمعَة : 34
ذكر
نقاط : 1989
عبادات المؤمن  Empty
http://omaarab.7olm.org/
عبادات المؤمن  Clock13 2012-02-19, 7:07 pm

مشــكور على الموضوع

و علـــ إفادتك

لنا و للجمـــيعـ ـــى

ننتظر المزيد من

إبداعاتك و نشاطك

وإفادتك



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى :: بــــحوث مدرسية-

Urban Leveling manga | Sweet Enemy manga | Black Queen manga | D-List Actress On The Rise manga | Emp’s Contracted Ex manga | Marry to Find Love manga | Mind-Reading Princess manga | Help! My Pokeman Boyfriend Is real | Exclusive Possession of Your Heart manga | Her Majesty Is Busy manga | raw manga | The Strongest God King | read raw manga | Versatile Mage manga | Release That Witch | Springtime for Blossom | Tales of Demons and Gods | تفسير حلم الثعبان | تفسير حلم قص الشعر | تفسير حلم الحمل | initial d apk | h tweaker apk | apk hello neighbor | Apk D-Touch 4.1 | apk jio 4g voice