عبادات المؤمن 3 Ezlb9t10
عبادات المؤمن 3 Ezlb9t10





 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديدنا :
آخر المواضيع
date2014-05-25, 2:29 pm
member
date2014-05-25, 12:55 pm
member
date2014-03-19, 10:44 pm
member
date2014-03-03, 10:03 pm
member
date2013-11-09, 10:39 pm
member
date2013-10-04, 4:33 pm
member
date2013-09-30, 6:49 am
member
date2013-09-21, 9:34 pm
member
date2013-09-21, 9:29 pm
member
date2013-09-21, 9:28 pm
member

عبادات المؤمن 3

Admin
مؤسس المنتدى
Admin

السٌّمعَة : 0
ذكر
نقاط : 22423
عبادات المؤمن 3 Empty
http://omaarab.7olm.org
عبادات المؤمن 3 Clock13 2012-02-10, 6:41 pm

صورة من قيام النبي صلى الله عليه وسلم:

روي أن رجلا أتى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: أخبريني عن أعجب ما رايت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقالت: وأي أمره لم يكن عجبا؟! أتاني ليلة صلى الله عليه وسلم فدخل معي في اللحاف حتى اذا مس جلده جلدي، قال:" ذريني أتعبد لربي ساعة"، فقلت له: والله اني لأحب قربك ولكني أؤثرهواك.. (انظر: ان هوى النبي صلى الله عليه وسلم في قيام اللسل! فهل رأيت أحسن من هذا؟!). فقام صلى الله عليه وسلم يصلي فبكى حتى كثرت دموعه، حتى رأيت دموعه تبل صدره..( ولم تقل تبل لحيته.. بل صدره)! ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى.. فما زال كذلك حتى طلع الفجر، فأتاه بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فرآه يبكي فقال: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:{ وكيف لا أبكي يا بلال وقد نزلت عليّ الليلة هذه الآيات..{ ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} آل عمران 190-191.
ثم قال صلى الله عليه وسلم:" ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها" ذكره السيوطي في الدر المنثور الحديث 2\111 والزبيدي 10\163.

ويقول سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: دخلت على النبي أصلي معه وحدي، فافتتح سورة البقرة، فقلت : يختم عند المائة فأكملها، فافتتح آل عمرن فقلت: يركع عند المائة فأتمها، فافتتح النساء فقلت: يركع عند المائة فأتمها، يمر بالآية فيها تسبيح فيسبح أو دعاء فيدعو أو تعوذ فيتعوذ.. ثم ركع فكان ركوعه قريبا من قيامه، ثم سجد فكان سجوده قريبا من ركوعه..!
ولا شك أن النبي كان يجد في لذة هذا القرب وفي تلك المناجاة. وإلا لما قام صلى الله عليه وسلم حتى تتورم قدماه ثم تتورم ساقاه، ثم تتشقق قدماه، فيقال له: أتفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخذر؟ فيقول" أفلا أكون عبدا شكورا!" رواه البخاري 1130 ومسلم 7055 والامام أحمد 4\251. وكان صلى الله عليه وسلم يضلي فيراوح بين قدميه، أي يميل على إحدى رجليه أكثر من الأخرى، فإذا تعبت مال على الأخرى!!
ويروي البخاري في الحديث 1124 يقول: اشتكى رسول الله صلى الله عله وسلم فلم يصل ليلة أو ليلتين! . ولا أستطيع أن أتخيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك بأحد الصحابة فظل يوصيه بقيام الليل كما نفعل نحن الآن؛ اذ حبب اليهم قيام الليل وذاقوا حلاوته، فلم يحتاجوا الى من يدعوهم الى ذلك ويرغبهم فيه الا قليلا.

صور من قيام الصحابة والتابعين:

ويقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:" يا عبدالله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل" رواه البخاري 1152 ومسلم 2725 والامام أحمد 2\170، فانظر الى تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي على قيام الليل، وتحذيره اياه من تركه، فانه حرمان ليس بعده حرمان.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول عن عبدالله بن عمر:" نعم الرجل عبدالله، لو كان يقوم الليل" رواه البخاري 1121 1122 ومسلم 6320 والامام أحمد 2\146. فما ترك عبدالله رضي الله عنه قيام الليل بعد سماعه الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكان لا ينام الا قليلا.. فهل تحب أو ترضى أن يحزن عليك أو يغضب منك الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
وروي أنه صلى الله عليه وسلم ذهب الى سيدنا علي وزوجه فاطمة رضي الله عنهما ليتفقدهما ويوصيهما فطرق الباب عليهما ليلا فوجدهما نائمين، فقال:" ألا تصليان"؟! رواه البخاري 1127 ومسلم 1815 والامام أحمد 1\91.

واستيقظ صلى الله عليه وسلم ليلا فوجد زوجاته نائمات، فقال صلى الله عليه وسل:" من يوقظ صواحب الحجرات؟!"، من يوقظ هؤلاء النائمات لكي يعبدن الله تعالى؟! ثم يقول كلمة صعبة فيها ترغيب وترهيب، يقول:"فربّ كاسية في الدنيا، عارية يوم القيامة" رواه البخاري 5844.. فانظر الى هذا الحديث وتأسّ بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص على إيقاظ زوجاته ليقمن الليل، واحرص على إيقاظ زوجتك أو أختك أو والدتك.. فمن دعا الى هدى كان له مثل أجر من اتبعه من غير أن ينقص من أجره شيئا.

وحدث موقف في إحدى الغزوات يمثل مدى استغراق وحب الصحابة رضوان الله عليهم في قيام الليل، ومدى استغراقهم في لذة المناجاة وحلاوة القرب. فقد وقف العبّاد بن بشر يصلي الليل كله وكان مكلفا بحراسة المسلمين في إحدى الغزوات فأتى رجل من الأعداء فرماه بسهم فوقع في كتفه لكنه كان كما أشرنا مستغرقا في لذة القرب وحلاوة المناجاة، فنزع السهم واستغرق في صلاه ولم يعبأ بالجرح والدم والألم، فلم يلبث الكافر أن رماه بسهم آخر فيقع في كتفه أيضا، فينزعه ويكمل الصلاة.. فيعيد الرجل الكرة مرة ثالثة ويقع في المكان نفسه (أنظر.. ونحن إذا أصيب أحدنا في أصبعه بألم صغير أو جرح بسيط لربما قصر في صلاة الفريضة! – فيخرج عبّاد الله- وانظر فقد كان اسما على مسمى: فعبّاد صيغة مبالغة من عابد، وحقا كان الرجل عبّادا لله وإلا لما تحمّل كل ذلك وصبر عليه وهو واقف بين يدي الله.. ولو قطع الصلاة لعفا الله عنه بإذنه تعالى)، ثم يركع ويسجد ويسلم، ثم يوقظ الصحابي الآخر الذي يتناوب معه الحراسة، لا لشيء إلا ليتولى حراسة المكان، لا ليشكو ما حدث له!! فيسأله الصجابي الآخر: لماذا لم توقذني من أول سهم رميت به؟ فيقول: كنت أقرأ سورة من القرآن فكرهت أن أقطعها! ولأن أكمل الركعتين أحب اليّ من خروج روحي.
ولعلك تندهش لهذا وتتعجب له.. ولكن الحقيقة أن من جرب لذة القيام وذاق حلاوت شهرا واحدا فهم كلام عبّاد بن بشر رضي الله عنه!!

*وهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان تحت عينيه خطان أسودان من كثرة البكاء! وكان يقوم الليل ويوقظ أهله ويقرأ قوله تعالى:{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} سورة طه 132، وذات مرة يقرأ سورة الطور حتى اذا وصل الى قوله تعالى:{ انّ عذاب ربك لواقع* ما له من دافع} الطور 7-8 سقط مريضا، فظل الصحابة يعودونه شهرا، لا يدرون ما به!!

*وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه اذا هدأت العيون وأرخى الليل سدوله، سمع له دويّ كدوي النحل وهو قائم يصلي!!

*وهذا سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه كان يقسم الليل ثلاثة أثلاث، فيقوم الثلث الأول، ثم يوقظ امرأته فتقوم الثلث الثاني، ثم توقظ امرأته ابنتهما الوحيدة فتقوم الثلث الأخير!! ( الله!! ما أحسن هذا، بيت كله طاعة وتهجد وعبادة لرب الأرض والسماء!! هل رأيت أو سمعت أو تخيلت أفضل من هذا؟!).. فلما ماتت زوجته قسم الليل هو وابنته، فكان يصلي نصف الليل وتصلي ابنته النصف الآخر.. فلما مات أنس رضي الله عنه حرصت ابنته على أن تقوم الليل كله لله رب العالمين!!
أين نحن من هؤلاء؟! اننا والعياذ بالله، من أبناء الدنيا.. ولسنا أهل الآخرة.

*ويقول أحد التابعين: كابدت قيام الليل سنة، فاستمتعت به عشرين سنة.

*وكان أحدهم يضع يده على فراشه ويمررها عليه ويقول: والله انك للّين، ولكن في الجنة ما هو ألين منك!!

*وكان احدهم ينظر الى فراشه وهو في غاية الجهد والتعب ثم يقول: أطار النوم جهنم نوم العابدي!!

*وهذا سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما يقول: اذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم.. وأن ذنوبك الكثيرة قيدتك!!

*وكان للحسن البصري رحمه الله جارية فباعها.. فلما جاء اليل قامت الجارية فأخذت تنادي: يا اهل الدار: الصلاة الصلاة! فقالوا: أطلع الفجر؟! فقالت: ألا تصلون إلا المكتوبة! فقالوا نعم.. فرجعت الى الحسن البصري وقالت: يا مولاي، ردني، فإنك بعتني لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمس!

*وهذا أحد التابعين يقول: رأيت امرأة في المنام فقلت لها: من أنت؟ فقالت: حورية من حوريات العين، فقلت: زوجيني نفسك، فقالت: اخطبني من سيدي، فقلت وما مهرك؟ قالت: طول القيام!!

*ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لم يبق من حلاوة الدنيا الا ثلاثة أشياء: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة!!

*ويقول الفضيل بن عياض: إذا قربت الشمس فرحت بالظلام كي ينام الناس فأخلو بالله عز وجل!.

*وهذا المنصور بن المعتمد كان يصلي على سطح بيته كأنه جذع نخلة، فلما مات قال ابن جاره لأمه: يا أماه.. أين الجذع الذي كان على سطح المنصور؟ فقالت: يا بني لم يكن جذعا إنما كان المنصور..

*وأحد التابعين دخل عليه رجل وهو يبكي، فقال له: أتشتكي؟ قال: بل أشد، قال: أفقدت بعض أهلك؟ قال: لا، فحجب الرجل وقال: أضاعت أموالك؟! قال: بل أشد، قال: وما أشد من ذلك؟ قال: نمت البارحة ولم أصل الليل!!..

*ويقول أحد التابعين: منذ أربعين سنة ما حزنت على شيء كحزني على طلوع الفجر!!
ترى لماذا يا أخي؟ يقول: يطلع عليّ الفجر وما قضيت وطري من قيام الليل! ولم أقض نهمي من القرآن!
ومن اعتكف أو تهجد في العشر الأواخر شعر بلذة العبادة والطاعة.

*ويقول أحد التابعين: أهل الليل في ليلهم أشد لذة من أهل اللهو في لهوهم!!
وأنا أقول: ومن لا يصدق فليجرب!! فلذة القيام أحلى من لذة الجلوس مع الأهل أو مشاهدة التلفاز أو اللعب أو مشاهدة مباراة!!

*روي أن الله تعالى أوحى الى عبده داود عليه السلام:" يا داود، إن لي عبادا أحبهم ويحبونني، وأشتاق اليهم ويشتاقون اليّ، ان قلدتهم أحببتك"، فقال داود: يا رب، دلني عليهم، فقال:" يراعون الغلال بالنهار ويحافظون علىالصلوات، ويحنون الى الليل، كما تحن الطيور الى أوكارها!!". وأنا أسألك: عمرك حنيت أو اشتقت لقيام الليل! "حتى إذا جاء الليل وخلى كل حبيب بحبيبه، ففرشوا اليّ وجوههم، ونصبوا الي أقدامهم وناجوني بكلامي، وتملقوا الي بإنعامي، فهم بين صارخ وباك وبين متأوه وشاك!! أتعلم يا داود؟! أعطهم ثلاثة أشياء:
الأول: لو كانت السموات السبع والأرضون السبع في ميزانهم يوم القيامة، لاستقللتها عليهم.
والثاني: أقذف من نوري في وجوههم وفي قلوبهم.
والثالث: أقبل عليهم بوجهي. أفرأيت يا داود من أقلت عليه بوجهي أيعلم أحد ماذا أريد أن أعطيه؟!"

*وكان الامام أبو حنيفة رحمه الله يقوم الليل أحيانا بآية واحدة يرددها طوال الليل، وهي قوله تعالى:{ بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ} القمر 46، كان يرددها ويبكي.
وكان يقوم أحيانا بقوله تعالى:{ فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} الطور 27.

*وهذا حسان بن ثابت يناجي الله في ظلمة الليل يقول له: بابك لم أغادره، ولم اسع الى غيرك، فاسمح لي بالرضى، وأشرف أنني أعبدك، الهي خالق الأكوان.. لا أسعى الى غيرك!.

*وهذا مالك بن دينار رحمه الله كان يقوم الليل فتسمعه زوجته يناجي ربه: الهي، أنت وحدك، تعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا؟!

*وكان سليمان الداري يناجي ربه بالليل قائلا: لئن سألتني يا رب عن ذنبي يوم القيامة لأسألنك عن رحمتك، ولئن سألتني عن تقصيري لأسألنك عن عفوك، ولئن قذفتني في النار لأخبرنّ أهل النار اني أحبك!!

*وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل دعا ربه تعالى:" اللهم لك الحمد.. أنت رب السموات والأرض ومن فيهن.. ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن.. ولك الحمد أنت قيّم السموات والأرض من فيهن.. ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة جق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا اله إلا أنت". رواه البخاري 1120 ومسلم 1805 1806 والامام أحمد 1\358.

ميسّرات قيام الليل:

وربّ سائل يسألأ: بم نستعين على قيام الليل!!
معلوم أن قيام الليل عمل شاق على الانسان بشكل عام، اذ يميل الانسان الى النوم والإخلاد الى الرحة بعد عناء مشقة والسعي وراء الرزق بالنهار، ولذا فإن قيام الليل لا بد له من استعداد وزاد.. وأسباب ومعينات وميسرات.. نذكر منها:

أولا: عدم الإكثارمن الأكل والشرب ولهذا فإن بعض العبّاد كان يقول: يا معشر المريدين.. لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا، فتندموا عند الموت كثيرا.

ثانيا: ألا ترهق نفسك بالأعمال الشاقة بالنهار.. وإذا أرقهت نفسك فاحرص على قيلولة بأن تنام ساعة بالنهار بنية الاستعانة بذلك على قيام الليل، ويكون نومك حينئذ عبادة، لأن النيّة تحوّل العادة الى عبادة.

ثالثا: ترك الذنوب بالنهار.. ولذا قال أحد التابعين: لا تعصوا الله بالنهار تقوموا الليل!.. ولذا يقول سفيان الثوري رحمه الله: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب! قيل له: وما ذلك الذنب؟ قال: رأيت رجلا يبكي فقلت: هذا مراء! سبحان الله!! حرم قيام الليل خمسة أشهر بهذه الكلمة البسيطة!!

رابعا: مراعاة التدرج.. بمعنى صلاة ركعتين لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم أربع ركعات مثل ذلك ثم ست ركعات.. وهكذا.. والمبالغة في العمل ثم تركه كلية مدخل من مداخل الشيطان.. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق" رواه البيهقي في السنن الكبرى الحديث 3\18-19 والهيثمي 1\62.

ويفضل أن تجعل لنفسك وردا من القرآن في القيام كأن تختم القرآن في القيام لمدة شهر مثلا؛ أي تقرأ كل يوم جزءا.. والانسان طموح ويسعى دائما الى تحقيق ما تمنى. ولللعلم، فإن كل الصحابة والتابعين كان لهم ورد من القرآن.. فمنهم من كان يختم في ثلاثة أيام ومنهم من كان يختم في أسبوع.. وهكذا..
ويا لسعادتك حينما تختم القرآن واقفا في قيام الليل! هذا خير سلاح ضد الشيطان..
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يدعو بالرحمة لقائم الليل الذي يوقظ زوجته، ولقائمة الليل التي توقظ زوجها، فيقول صلى الله عليه وسلم:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نصحت في وجهه الماء" رواه أبو داود 1308 والامام أحمد 2\250.
ان قيام الليل سبب لحصول الرحمة.. فلنسارع اخوة الاسلام الى تحصيل هذه الرحمة بقليل من الجهد.. ومن استعان بالله أعانه.

*ويقول صلى الله عليه وسلم:" من استيقظ من الليل فأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا في الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" رواه أبو داود 1309 وابن ماجه 1335. فاحرص أن توقظ زوجك أو خطيبتك أو أمك أو ابنتك أو ابنك لقيام الليل.. واحرص على نيل ثواب الدعوة الى الهدى والتشجيع عليه..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا الى طاعته والسعي في مرضاته.. إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.







الصلاة في المسجد

مكانة المسجد في الاسلام:

المسجد هو بيت الله.. والجالس في بيت الله هل يستريح أم لا؟! واعلم أن الملائكة تحف الجالسين في بيت الله تعالى.. والمسجد حرم.. ولا بد من مراعاة آداب المسجد من خفض للصوت وحسن استماع ومراعاة آداب السؤال والتوسيع للإخوة..
يقول تعالى:{ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} النور 36.
فإذن كل مسجد رفع وبني، إنما رفع وبني بإذن الله تعالى.. وكأن الله تعالى هو الذي إختار مكان بناء هذا المسجد.. ولهذه الآية العظيمة علاقة وثيقة بالآية السابقة لها وهي قوله تعالى:{ الله نور السموات والأرض} النور 35 فماذا يقول العلماء عن هذه العلاقة؟!

يقولون: مصدر النور هو الله عز وجل.. فالله هو الذي أنار السموات والأرض.. فأين ينزل هذا النور؟ ينزل في بيوت الله جل وعلا.. إذن نور الله يتجلى في لمساجد.
والسؤال: على من ينزل هذا النور؟ ينزل على من ذكرهم الله تعالى في قوله:{ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} النور 37،هذا عمن تعرض لنور الله، فماذا عمن لا يريد أن يتعرض لنور الله جل وعلا؟! وإجابة هذا السؤال تتضح في الآية التي تليها:{ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء} النور 39، والتي بعدها:{ أو كظلمات في بحر لجيّ يغشاه موج من فوق سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} النور 40.

*ويقول الله عز وجل في حديث قدسي:" إن بيوتي في الأرض المساجد، وزواري فيها عمّارها..".. فتخيل أنك ذاهب لزيارة الله، واستحضر هذا المعنى العظيم.. أنك في ضيافة الكريم سبحانه وتعالى!! وبقية الحديث".. فمن تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور ان يكرم زائره".
ونلحظ في دعاء الذهاب الى المسجد أننا نقول:" اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا" رواه البخاري 4569 ومسلم الحديث 1794 والامام أحمد 1\352.. ما هذا كله؟! انك يا طالب النور، ستجده في بيوت الله جل وعلا.. فهنيئا لك هذه الأنوار التي تحيط بك من كل جانب.

*وعند دخولك المسجد، ادخل برجلك اليمنى وقل كما علمنا الرسول الأكرم والمعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم:" بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". رواه ابن ماجه.

الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي يشبه المسجد بالنسبة للدنيا، بالنهر بالنسبة للأرض، لا تتعدى الأرض شاطئيه بل تتوقف عندهما، كذلك الدنيا وزحامها وضجيجها لا تستطيع أن تعبر البيئة النورانية.
والمسجد أيها الأحباب ليس للرجال فقط، بل للرجال والنساء جميعا، بشرط أن تراعي النساء آداب الدخول والخروج وآداب المسجد..

ثواب إعمار المساجد والمشي اليها:

*اعلم أن ثواب اعمار المساجد عظيم، فالمشي الى المسجد له ثواب، وبناء المسجد له ثواب، والصف الأول ثوابه أكبر، وتجمّعنا في صلاة الجماعة له ثواب، وإتمام الصفوف في الصلاة له ثواب.. كل هذا قبل الدخول في الصلاة.
وليس معنى المشي الى المساجد أن من يذهب اليها راكبا لا يأخذ ثوابا، بل يثاب أيضا على ما ينفق على السيارة من وقود أو بنزين..

*يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من غدا الى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح.." رواه البخاري 662 ومسلم 522 والامام أحمد 2\508... فتخيل وأنت ذاهب الى المسجد أن الملائكة تستعد لك بالنزل وهو ما يعد للضيف لاستقباله من طعام وفاكهة وشراب!..

*وقال صلى الله عليه وسلم:" من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله تعالى ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة.." رواه مسلم 1519.. فهنيئا لمن أتى من مسافات بعيدة.. فالأجر على المشقة، والثواب على قدر العمل، والله يضاعف لمن يشاء بمنّه وكرمه وجوده تبارك وتعالى.

*والذي يواظب على الصلوات الخمس لا تبقى عليه ذنوب، لأن الصلوات الخمس كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر!!

*فهل يصح لمسلم أن يزهد في هذا الثواب العظيم وأن ينصرف عنه؟! وماذا تساوي هذه الدنيا الفانية التي يجري الانسان خلفها طول حياته ويضيع في سبيلها عمره؟! وهل يصح لمسلم سمع هذا الثواب وعمل به أن يكتفي بالصلاة في البيت ويقول: كثر الله خيري.. أنا أحسن من الذي لا يصلي!!

*ويقول صلى الله عليه وسلم:" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟!" قالوا: بلى يا رسول الله، قال:" إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى الى المساجد وإنتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط". رواه مسلم 587 والامام أحمد 2\235.
ومعنى إسباغ الوضوء: أي تعميم العضو بالماء وعدم ترك جزء أو شيء منه، ومعنى على المكاره: أي في الأوقات التي يكره فيها الوضوء كالبرد والشتاء ونحو ذلك..

*وهؤلاء هم بنو سلمة، خلت الديار حول المسجد النبوي فأرادوا أن ينتقلوا قرب المسجد، واستأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، فلم يأذن لهم وقال:" بني سلمة دياركم، تكتب آثاركم" رواه مسلم 1518 والامام أحمد 3\371. أي: الزموا دياركم التي أنتم فيها الآن ويكتب لكم أجر الذهاب الى المسجد والعودة اليها.. وكل خطوة بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء!!
وللعلم فإن المسافة بين بيوت بني سلمة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن صغيرة، بل كانت حوالي ثلاثة كيلومترات!! وكانوا يمشونها خمس مرات في اليوم والليلة، أي يمشون حوالي خمسة عشر كيلو مترا لأداء الصلاة في جماعة!!.
وأنت يا أخي، ما المانع لديك كي تؤدي الصلاة في جماعة؟! لو تأملت لوجدتها موانع سهلة، لأنها دنيوية، وما دامت المقابلة بين الدنيا والآخرة، فلا بد أن تهون الدنيا.. لأنها لا تساوي عند مالكها جناح بعوضة!!

*ولاحظ أن الذهاب الى المسجد لا يكون عند الصلاة فقط، بل يكون أيضا لحضور درس علم.. وهذا أيضا له ثواب عظيم.. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا الى الجنة".. فتخيل وأنت قادم الى المسجد لحضور درس علم أن بابا في الجنة قد فتح لك.. فهنيئا لك!!
وبقية الحديث يقول:" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده" رواه أبو داود 2682 والترمذي 3641 والامام احمد 2\319. فاستحضر أن الله تعالى يذكرك باسمك في الملأ الأعلى من الملائكة المقربين الشهود الركع السجود!! فأي شرف يناله من مكث بضع دقائق أو بعض الوقت في رحاب بيت من بيوت الله في حلقة علم؟!

*بل ان الجلوس في المسجد ولو بغير صلاة له ثواب عظيم وأجر جزيل.. يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:" لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تمنعه" رواه مسلم الحديث 1507 وأبوداود 471 والامام أحمد 2\319.؛ أي عن الرجوع الى أهله.. فتخيل أنك واقف تصلي ما بين لبمغرب والعشاء ما دمت في حلقة علم.

*ويقول صلى الله عليه وسلم:" الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه" رواه البخاري 445 وأبوداود 469 والامام أحمد 2\312 والحديث 2\486... وهذا حديث صحيح متفق عليه.

*وقوله صلى الله عليه وسلم:" تتنزل عليهم السكينة" نلمسه جميعا ونحس به، فعندما يجلس أحدنا في المسجد يحس بإنشراح في الصدر وسكينة في القلب.. وهذا كلام النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى، إن هو الا وحي يوحى.

*وقوله:" فذلكم الرباط" أي المرابطة في سبيل الله، أي كأنك تحمي منطقة أو ثغرا من ثغور المسلمين! سبحان الله وهذا من عظيم نعم الله وفضله علينا، فالجالس في المسجد في إنتظار الصلاة كالأخ الجالس على الثغر أو القائم على الثغور في الشيشان وغيرها من المناطق التي يقاتل فيها المسلمون!
وليس هذا بعجيب، لأن الذي يرابط في سبيل الله يمكث مرابطا مدة محدودة، أما المحافظ على الصلاة دائما فكالمرابط عليها طوال العمر!! إنه يمنع نفسه من الشهوات خمس مرات في اليوم والليلة ويذهب ليرابط في سبيل الله تعالى.

*وأبواب الخير في الاسلام عديدة ومتنوعة.. وكلما تعددت النيات كثر الثواب، ولهذا فان الأخ يمكن أن ينوي الاعتكاف قبل دخول المسجد، فينال ثواب الاعتكاف.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من اعتكف لله ليلة باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا".. إذن اعتكافك ما بين المغرب والعشاء يمكن أن يباعد بينك وبين النار ثلاث سنين!!.

فضل الصلاة في جماعة:

*يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" رواه البخاري 645 ومسلم 1475 والامام أحمد 2\464.. ويقول:" من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله". رواه مسلم 1489.

فضل الصف الأول:

وللصلاة في الصف الأول فضل أكبر.. وثواب أعظم.. يقول صلى الله عليه وسلم:" ولو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا ان يستهموا عليه لاستهما عليه" رواه البخاري 615 ومسلم 980والامام أحمد 2\236. سبحان الله لو يدرك الناس فضل الأذان، والصف الأول لأجروا قرعة بينهم على من يفوز بهما!
ويقول صلى الله عليه وسلم:" ان الملائكة يصلون على الصف الأول". ويقول صلى الله عليه وسلم:" ان الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" أي الذين يصلون في الناحية اليمنى من الصفوف.

فضل صلاة الفجر:

ولما كانت المشقة في صلاة الفجر أكبر، فإن ثواب هذه الصلاة أعظم، واعلم ان الناس يوم القيامة سيعانون لأنه يوم مقداره خمسون ألف سنة، يقفونها في الظلمات الحالكة لا يرون شيئا.. ولكن الله جل وعلا خص طائفة من الناس بالنور في هذا اليوم فقال سبحانه:{ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} الحديد 12، ويقول سبحانه:{ويوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} الحديد13.
ويقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم:" بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة" رواه ابن ماجه 781..
ويقول صلى الله عليه وسلم:" لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر لأتوهما ولو حبوا" رواه ابن ماجه الحديث 796 والامام أحمد 2\152. أي لذهبوا الى المسجد وهم يحبون على أقدامهم؛ أي يزحفون عليها، لما لها من عظيم الأجر وكريم الثواب.. أفيصح أن يتكاسل مسلم عن صلاة الفجر، بعد أن علم بكل هذا الثواب؟! وهل يصح لمسلم أن يوصم بالنفاق؟!! ولعل سائلا يسأل كيف ذلك؟
والاجابة: إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قال:" إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر.." رواه مسلم 1480 وابن ماجه 797.

وأنا أسألك أخي القارئ سؤالا: لو قلت لك: كل يوم ستجد 500 جنيه تحت بيتك الساعة 4 صباحا.. فهل ستنزل لتأخذها أم لا؟ّ وأستحلفك بالله أن لا تكذب.. وتخيل أن النوم غلبك ولم تنزل فماذا ستفعل معك زوجتك أو أبوم أو أمك؟! فإذا كنت تنزل من أجل 500 جنيه ولم تنزل لله، فستكون بذلك جعلت الله أهون عليك من الـ 500 جنيه!!
فلماذا نسعى ونجتهد ونتعب من أجل الدنيا الزائفة الفانية ولا نعمل من أجل الأخرة الخالدة الباقية؟! ولماذا نقوم لأعمالنا باكرا إذا استعدى الأمر ولا نقوم لله رب العالمين مالك الأرض والسماء وكل شيء؟!
ان المساجد تشكو الى الله قلة روادها وزوارها وخاصة في الفجر.
وقد حكي أن رئيسة الكيان الصهيوني السابقة : جولدا مائير" سئلت عن حديث قتال المسلمين لليهود واختباء اليهودي خلف الشجر والحجر وإخبار الحجر والشجر عليه، فقالت: قد يكون هذا الحديث صحيحا، ولكن لا يمكن أن ينطبق علينا الآن! سئلت: فمتى؟ قالت: عندما يكون المسلمون في صلاة الفجر كما يكونون في صلاة الجمعة!! ساعتها يتم الأمر!

التحذير من ترك صلاة الجماعة:

وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحذر من ترك صلاة الجماعة.
فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لقد هممت أن آمر بحطب فيتحطب، ثم آمر رجلا فيؤذن للصلاة ثم آمر الرجل فيؤم الناس، ثم أخالف الى أناس يصلون في بيوتهم فأحرقها عليهم" رواه مسلم، فهل ترضى أن يغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بهذه الصورة حتى يكاد يحرق بيتك؟!

وقد جاء رجل أعمى الى الرسول صل الله عليه وسلم يستأذنه في الثلاة في بيته قائلا: يا رسول الله إني رجل أعمى، وليس لي قائد يقودني الى المسجد وإن المدينة كثيرة الهوام والسباع، فأذن لي أن أصلي في بيتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل تسمع النداء"؟ فقال : نعم، قال:" فأجب" رواه مسلم 1484 والنسائي 849، أي فأت الى المسجد لأداء الصلاة، تخيل أخي الكريم لم يشفع له العمى ولا عدم وجود قائد يقوده ولا كثرة الهوام والحشرات أن يصلي في بيته! فما بالكم بالأصحاء الأقوياء المبصرين؟!
وهذا حديث آخر يهدد فيه النبي صلى الله علي وسلم من ترك الجمع والجماعات.. فيقول صلى الله عليه وسلم:" لينتهيّن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم ثم ليكوننّ من الغافلين"!! رواه مسلم 1999، ويا له من تحذير شديد اللهجة بأنترك الجمعة والجماعات مع القدرة عليها سبب في الختم على القلب ثم الغفلة!! ولا حول ولا قوة إلا بالله. فمن يرضى بذلك؟ أو من يتحمل هذا العذاب؟!.

وهذا تلميذ الرسول النجيب وصاحبه الحبيب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن،، فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وانهن من سنن الهدى. ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف! وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته.. لتركتم سنة نبيكم.. ولو تركتم سنة نبيكم لهلكتم!.
وهذا هو الصحابي الجليل وراوية حديث النبي صلى الله عليه وسلم ابو هريرة يقول: لئن تملأ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع (حي على الصلا.. حي على الفلاح ).. ثم لا يجيب في المسجد!!
تخيل هذا يا أخي.. فلئن تملأ أذناك رصاصا مذابا خير من أن تمسع النداء ثم لا تجيب في المسجد.

نماذج من حرص السلف على صلاة الجماعة:

يقول سعيد بن المسيّب رحمه الله: والله مرت عليّ عشرون سنة، ما قال المؤذن (حي على الصلاة) إلا وأنا في المسجد، وما رأيت قفا رجل في الصلاة قط.. وهذا أحد السلف الصالح يقول: أحب شيء اليّ في دنياكم هذه، صلاة في جماعة، يرفع عني سهوها ويكتب لي فضلها.

*ويقول حاتم الأصم: فاتتني صلاة في جماعة فعزاني أبو اسحاق البخاري، ولو مات ابني لعزاني عشرة آلاف، لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا!!

*وهذا ميمون بن مهران، يقول: منذ سنين طويلة ما صليت إلا في جماعة إلا مرتين فقط، وكأنني لم أصلهما!

وأحدهم فاتته صلاة الجماعة فقال: إنا لله وإنا اليه راجعون.. والله لأداء هذه الصلاة في جماعة أحب الي من ولاية العراق!!

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: كانت دارنا نائية عن المسجد، فأردت أن أبيعها لأقترب من المسجد، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:" مكانك يا جابر يكتب لك بكل خطوة درجة".
فتفكر أخي المسلم في هذا المعنى. هل اهتم أحدنا عند شرائه أو استئجاره شقة أو بيتا بأن يعرف متى بعده أو قربه من المسجد!؟

أعذار ترك صلاة الجماعة:

هناك أربعة أعذار فقط قد تبيح لك ترك صلاة الجماعة.. وهي أعذار مؤقتة تنتهي الرخصة بإنتهائها وهي: الخوف الشديد، والبرد الشديد، ووضع الطعام، والمرض. فمثلا اذا وضع الطعام وقت أذان العصر وكنت جائعا.. فيفضل أن تأكل أولا ثم تصلي، لأن العبرة في الصلاة الخشوع وحضور القلب، فإذا صلى المرء بحضرة الطعام فإنه سينشغل عن التركيز في الصلاة بالتفكير في الطعام.. والخوف قد يكون من وجود عدو يتربص بك أو كلب مؤذ عقور في الطريق... وهكذا بالنسبة لبقية الأعذار.

التدرج طريق الاسلام:

يأتي البعض ويسأل: أريد أن أكون ملتزما ولكني لا أصلي، وأنا أقول لمثل هذا الأخ: صل في بيتك لمدة أسبوعين أو ثلاثة أو شهر ثم صل ولو فرضا واحدا في المسجد، وبعد شهر اجعلها صلاتين.. وهكذا. وما دمت خططت لنفسك وأردت أن تسير في طريق الهداية فثق أن الله سيعينك ويقويك، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو الى التدرج فيقول:" لا تكن كالمنبت: لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" أي لاتكن كمثل رجل ركب دابته فأتعبها غاية التعب لكي تقطع مسافة بعيدة فماتت الدابة من المشقة والاجهاد.. فلا الرجل قطع مسافة السفر، ولا أبقى ظهره أي دابته لينتفع بها!!
ومن حق النساء والأخوات المسلمات الصلاة في المسجد، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.."!! رواه مسلم 989 وأبو داود 565 والامام أحمد 2\16. ولكن على الأخت أن تراعي آداب الطريق والمسجد .. الخ.
وفي المسجد، بيئة الايمان والتقوى والقرآن، تتعرف على اخوانك المؤمنين، وتحبهم.. وتتعلم القرآن.. والحديث.. الخ، وتصير متدينا حقا..!! واعلموا أن الحفاظ على الصلاة جماعة في المسجد من علامات الايمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان".. ويقول الله عز وجل:{ انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} التوبة 18.

*واعلم أن الخشوع يتحصل غالبا في الصلوات الجماعية.

بشرى:

علمنا أن ثواب الصلاة في جماعة عظيم ولكن أختم بهذا الحديث الذي يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثواب أو بعض ثواب الرجل المواظب على صلاة الجماعة.. ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله:" ورجل قلبه معلق بالمساجد". رواه البخاري 660 ومسلم 2377 والامام أحمد 2\439.
وتأمل قول (قلبه)، فلم يقل: جسده، لأن عمل القلب أهم من عما الجوارح، ولو تعلق القلب بالمسجد لانساقت اليه الجوارح انسياقا.

وهذه بشرى أخرى عن فضل بناء المساجد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة رواه الامام أحمد 1\241.. ومعنى مفحص قطاة: عش طائر.. والقطاة هذا طائر إذا أراد أن يضع البيض يحفر له في التلااب حفرة صغيرة جدا مثل القب ثم يضع فيها البيض!!

والسؤال: هل هناك مسجد مثل مفحص القطاة؟ّ
الجواب: لا.. والمعنى أنك لو شاركت في بناء مسجد، ولو بدراهم معدودة، بنى الله لك بيتا في الجنة!! وتأمل كيف أن الله عز وجل لم يجعل الثواب والأفضلية للأغنياء والميسورين فقط، بل لم يحرم الفقراء منه، وذلك بأن يشاركوا في الخير على قدر ما يستطيعون، والله يفضل القليل ويبارك فيه وهو الجواد الكريم.

فضل الحج والعمرة

الشباب على وجه الخصوص يمكن أن يتساءل.. لماذا تحدثنا عن عبادة ليست في متناول أيدينا أو استطاعتنا ولا شأن لنا بها الآن؟ وأنا أقول: لا.. سنتناول هذه العبادة من عدة زوايا أهمها: نية التشويق، وهي هدف في حد ذاته، لأن الشعور السائد عند الشباب أن الحج مفروض على الكبار فقط، حيث يقول البعض: عندما أكبر في السن أحج!، والأعجب أن تسمع من يقول: عندما أرتكب معاص بعدها أذهب لأتوب منها وأحج!!
وأريد أن أتحدث عن الحج حتى أشوّق كل من لم يحج الى اقامة هذه الفريضة، خاصة المستطيعين منهم، وأشوّقهم كذلك لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى تستشعر معاني الحج بعيدا عن الأحكام الفقهية أو الشعائر والمناسك، لذا سنتطرّق الى معنى الحج، وما معنى الوقوف بمزدلفة وماذا تعني منى، وما الذي يحدث في القلب، وما هي الاستفادة التي ستعود على النفس من الحج أو العمرة.
وأريد من الشباب أن يتعامل مع هذه السطور على أنها أمر يخصه، على الأقل تبقى النية الصادقة في أننا نريد أن نحج أو نزور قبر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والله عز وجل عندما يرى في قلوبنا اخلاصا في هذه النية فسوف يعيننا على الحج في العام القادم، وهذا ليس على الله ببعيد.
ربما يتساءل أحدكم قائلا: أنا لا أجد ما أسد به حاجتي أو حاجيات أولادي فكيف أحج؟ وأنا أقول للسائل أن ينوي فقط لأن النية ركن أساسي في الحج.. أذكر مرة أننا سنركز على المشاعر والأحاسيس في الحج والعمرة العامر بالايمان الى كل القلوب حت تشتاق الى أداء فريضة الحج.

فضل الحج:

يقول الله تعالى:{ ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غنيّ عن العالمين} آل عمرت 97.
ومناسبة مجيء الكفر هنا هو أن المستغني الرافض للحج داخل في دائة خطيرة. ويقول الله تعالى:{ وأذّن في الناس يأتوك رجالا وعلى كل ضامر} الحج 27، ونرى هنا كلمة " أذّن" تعني: أوصل الصوت للناس وأسماعهم فقط واجعل كلمة الحج تملأ الآذان و { يأتوك رجالا} تعني مرتجلين على أقدامهم {وعلى كل ضامر} يريد ان يقول: إنهم سيأتون من كل مكان على خيل متعب من طول المسافة، فأصبحت الخيل ضامرة أي متعبة من كل فج عميق. ولذا فأنا أدعو القرّاء ممن بلغهم هذا الأذان وكانوا يستطيعون الاجابة هذا العام ولم يفعلوا أم يجددوا النية للعام القادم ان شاء الله.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" رواه البخاري 18 19، ومسلم الحديث 3278، والترمذي 811 والامام أحمد 410. ومعنى يرفث: أي يقرب النساء، ولم يفسق، يعني لم يرتكب معصية. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبروور ليس له جزاء الا الجنة"، ويقول صلى الله عليه وسلم :" الحجّاج العمّار وفد الله تعالى" وتخيل أخي المؤمن عندما تكون وافدا على الله تبارك وتعالى، ونحن نعلم ما الذي يفعل مع الوفود من البشر من حيث حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهذا من البشر للبشر، فما بالنا باستقبال المولى عز وجل لوفده؟ لكي تتذوق ذلك يكفي أن تذهب للحج والعمرة وسترى ان شاء الله كيف تكون حفاوة الله واستقباله لك، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الحجاج والعمار وفد الله ان دعوه أجابهم وان سألوه أعطاهم وان استغفروه غفر لم" ابن ماجه 2892. ويقول صلى الله عليه وسلم:" يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج"، فقيل: أوكل عام يا رسول الله؟ فسكت صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: أوكل عام يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لو قلت نعم لوجبت ما استطعتم". وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يثول:ط بني الاسلام على خمس: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحجّ البيت لمن استطاع اليه سبيلا" رواه البخاري 8 ومسلم 114 والامام أحمد 2\143. وحقيقة أنا لا أعرف إذا كنت تعلم أن أغلب الأنبياء قد حجو بيت الله الحرام، مما يدل على أن هذه عبادة من لدن إبراهيم عليه السلام الذي قام برفع القواعد من البيت استجابة لأمر الله تبارك وتعالى. واليك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه وهو يمر بوادي بين مكة والمدينة متجها الى مكة للحج:" يا أبا بكر مرّ بهذا الوادي هود وصالح يريدون حجّ بيت الله الحرام" وفي رواية أخرى يقول صلى الله عليه وسلم:" ان هذا البيت قد حجّه سبعون من الأنبياء" وفي رواية أخرى:" منهم موسى نبي الله".

وسيدنا عمر رضي الله عنه له كلمة شديدة في تاركي الحج حيث يقول: ( والله لقد هممت أن أ:تب في الأمصار أن من كان غنيا ويجب عليه الحج ولم يحج فافرضوا عليه الجزية! ) اذن الحج فرض على المستطيع. ويقول سعيد بن جبير في كلمة عجيبة تدل على عظم ترك الحج على المستطيع يقول: ( لو علمت أن في البلدة التي أعيش فيها غني من الأغنياء كان يستطيع الحج ولم يحج ومات على ذلك ما صليت عليه الجنازة!) وسعيد بن جبير عالم وفقيه من أئمة السلف. ويقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون* لعلي أعمل صالحا فيما تركت} المؤمنون 99-100. قال ابن عباس: ( أعمل صالحا فيما تركت يعني الحج والزكاة حيث تذكر أنه يجب عليه أن يخرج للحج ويؤدي زكاته ولم يفعل) وفي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم فرفعت صبيا وقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" نعم ولك الأجر" رواه مسلم 3240.


ما يجب على الحاج فعله

هناك أمور يجب على الحاج فعلها قبل السفر استعدادا لأداء هذه الفريضة:
أولا: التوبة.. بمعنى: إياك أن تحج أو تعتمر وأنت تنوي أن تعود الى المعصية، فالتوبة مهمة جدا، وإلا فكيف بك تفد على الله في بيته الحرام وتدعوه أن يغفر لك ويرحمك وأنت تنوي أن تعصيه مرة أخرى بعد العودة؟! ويقول أحد العلماء: أخشى أن يخرج من ينوي الحج وهو يصر على أن يعود الى المعصية وينادي: لبيك اللهم لبيك فيرد الله عليه: لا لبيك ولا سعديك، لأنه كان ينوي الرجوع الى المعصية مرة أخرى، فلا بد من التوبة والرجوع الى الله، وأن تقول في نفسك: يا رب تبت وندمت ولن أعود الى الذنوب مرة أخرى، وتعاهد الله خالصا: يا رب اني قد خلعت قلبي من كل معصية ومن كل شهوة ومن كل اصرار على ذنب ومن كل فتنة تملكت قلبي قبل أن أخرج للحج أو للعمرة.

ثانيا: قضاء الديون: وهي أن تخرج كل الديون لأصحابها، وإن كانت عليك ديون لا تستطيع أداءها فعليك استئذان أصحابها، ولو رفضوا الاذن لك فلا تخرج للج، وتلك هي عظمة هذا الدين.

ثالثا: رد الوادئع، وإبلاغ أصحابها بأنك مسافر للحج.

رابعا: ردّ المظالم، ومعناه: إن كنت قد ظلمت شخصا فعليك أن ترد مظلمته بالذهاب اليه وطلب السماح والصفح، حتى تطهر نفسك من حقوق العباد قبل السفر.

خامسا: إخلاص النية، بمعنى ألا تحج أو تعتمر طلبا للسمعة أو الشهرة أو إبتغاء المنفعة أو التجارة، وفي الحج يمكنك ان تتاجرن لكنك لم تخرج أصلا بهذه النية التي يجب أن تكونخالصة لله عز وجل.

سادسا: توديع الأهل، وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقول لهم الدعاء المأثور ( استودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم) وتسلم على زوجتك وتقول لها نفس الدعاء.

سابعا: أن تصلي ركعتين في بيتك تكون الأولى بـ { قل يا أيها الكافرون} والثانية بسورة الاخلاص، حتى تخرج نقيا مصرا على هذا الاخلاص.

ثامنا: أن تعاهد نفسك على:
ألا ترتكب معصية بأرض الحج.
ب- أن توقر سنة النبي صلى الله عليه وسلم توقيرا شديدا لأنك في بلد الله الحرام.
ج- أن يكون قصدك ونيتك إرضاء الله تعالى.
د- أن تتفرغ وتقطع نفسك للعبادة وليس للشراء مثل ما يحدث من بعض الناس، والشراء يكون بعد الانتهاء من العبادة بنية الترويح على النفس.
ه- ترك الجدل والمخاصمة والشجار وعدم الانشغال بالناس. وأحد التابعين كان ينوي الحج أو العمرة يقول: لقد تصدقت بجسدي على المسلمين،، بمعنى أن أي فعل يتم تجاه جسدي في الحج، مثل ما يحدث من التدافع والضرب وغيره فهذا صدقة.



ما يجب عند النزول للمدينة

والكلام عن المدينة يعني زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب إخلاص النية منذ الخروج من المنزل بأنك لا تريد زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من جاءني زائرا لا يهمّه إلا زيارتي كان حقا على الله سبحانه وتعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامة" .رواه الطبراني 2\291 والزبيدي 4\416.
وفي زيارتك لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تجعل هذا اللقاء حقيقيا، بمعنى أنك لست ذاهبا الى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانما أنت ذاهب للقاء النبي صلى الله عليه وسلم شخصيا، والدليل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:" من صلى عليّ وسلّم قيّض الله ملائكة سيارة تبلغني سلام من سلم عليّ". حديث آخر يقول فيه صلى الله عليه وسلم:" ما من رجل يصلي ويسلم عليّ الا ردّ الله عليّ روحي فأردّ عليه" إذن يجب عليك أن تشعر بعلاقتك وصلتك بالرسول صلى الله عليه وسلم وأن اللقاء لقاء حقيقي، ويجب أن تستشعر شوقك لملاقاته صلى الله عليه وسلم.
وانظر الى اشواق الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا سيدنا بلال وهو يموت تقف زوجته على رأسه وتقول: وا مصيبتاه فيقول لها: لا تقولي وامصيبتاه ولكن قولي وافرحتاه.. غدا ألقى الأحبة محمد وصحبه، فيجب عليك أن تقول في نفسك: بعد ساعات قليلة، بعد وجود وسائل النقل الحديثة، القى الأحبة محمدا وصحبه، وتخيّل عندما تلقي السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام بإسمك لأنه صلى الله عليه وسلم يعرفك فيقول لك: وعليك السلام يا فلان.

ومن شوق الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحدهم كان يعيش في المدينة ووالدته تعيش خارجها، ومرضت الأم وأراد هذا الابن زيارتها، وكلما خرج لذلك عاد مرّة أخرى وذلك لثلاثة أيام متتالية، وعندما سألته زوجته عن سر تردده قال لها: أخاف أن أترك المدينة فتقبض روحي وأموت بعيدا عن عين رسول الله صلى الله عليه وسلم!
لذا يجب أن تسأل نفسك: هل سيكون لقائي برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم باردا وعاطفتي فاترة؟ هل ستقول السلام عليكم يا رسول الله وتذهب وفقط؟ وهل صلتي برسول الله مجرّد أمر روتيني لاستكمال العمرة أو الحج؟ والاجابة لا لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم مفروضة علينا، لأنه من المعلوم ان حب الله ورسوله والاسلام والمؤمنين فرض وليس نافلة، فإياك أن يكون حبك للنبي صلى الله عليه وسلم شكليا.

ولك أن تتخيل نفسك وأنت واقف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، واسأل نفسك: هل سيفرح بي الرسول أم لا؟! والحقيقة أننا يجب أن نحسب حسابا لهذه الفرحة، فكيف بنا ونحن لم نفعل ما يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي ويسر بزيارتنا له، حيث إننا لا نعرف ييئا عن سنته أو سيرته صلى الله عليه وسلم.

ويجب عليك وانت في مسجد رسول الله أن تقف في تواضع وأدب، افعل هذا وكأنك تقف بين يدي رسول الله فعلا، وتخيّل سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو يقول: بينما أنا أسير في ليلة مقمرة اذا بالنبي قادم أمامي فجعلت أنظر الى القمر ثم أنظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسول الله أحسن في عيني من القمر، إنها المحبة والاجلال. ولقد سمعت أحد الناس في الحج وهو ذاهب للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يبكي: (وحشتني يا رسول الله) وهو يكررها، ورأيت رجلا ومعه طفلة وكان يبكي عند رسول الله وأشير اليه بالسكوت، فالله تعالى يقول:{ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} الحجرات 2. حيث ان رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبط الأعمال الصالحة، وسمعت أحدهم يقول: اني خائف من حرارة اللقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واخشى ان أبكي فيرتفع صوتي بالبكاء فيحبط عملي، وأحد الناس ذهب لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان


عبادات المؤمن 3

ماسينيسا
طالب نشيط
ماسينيسا
طالب نشيط

السٌّمعَة : 30
ذكر
نقاط : 1460
عبادات المؤمن 3 Empty
عبادات المؤمن 3 Clock13 2012-02-11, 6:55 pm

[ thanks ]

مرسي

[على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر

منكـ
المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله
ـــاركـ فيك
تح
ــياتي وشكري ليك
دمت


عبادات المؤمن 3

استاذ المنتدى
طالب نشيط
استاذ المنتدى
طالب نشيط

السٌّمعَة : 34
ذكر
نقاط : 1989
عبادات المؤمن 3 Empty
http://omaarab.7olm.org/
عبادات المؤمن 3 Clock13 2012-02-19, 7:07 pm

مشــكور على الموضوع

و علـــ إفادتك

لنا و للجمـــيعـ ـــى

ننتظر المزيد من

إبداعاتك و نشاطك

وإفادتك


 مواضيع مماثلة

-
» عبادات المؤمن
» عبادات المؤمن 5
» عبادات المؤمن 4
» عبادات المؤمن 2
» أخلاق المؤمن 5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى :: بــــحوث مدرسية-

Urban Leveling manga | Sweet Enemy manga | Black Queen manga | D-List Actress On The Rise manga | Emp’s Contracted Ex manga | Marry to Find Love manga | Mind-Reading Princess manga | Help! My Pokeman Boyfriend Is real | Exclusive Possession of Your Heart manga | Her Majesty Is Busy manga | raw manga | The Strongest God King | read raw manga | Versatile Mage manga | Release That Witch | Springtime for Blossom | Tales of Demons and Gods | تفسير حلم الثعبان | تفسير حلم قص الشعر | تفسير حلم الحمل | initial d apk | h tweaker apk | apk hello neighbor | Apk D-Touch 4.1 | apk jio 4g voice