عبادات المؤمن 5 Ezlb9t10
عبادات المؤمن 5 Ezlb9t10





 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديدنا :
آخر المواضيع
date2014-05-25, 2:29 pm
member
date2014-05-25, 12:55 pm
member
date2014-03-19, 10:44 pm
member
date2014-03-03, 10:03 pm
member
date2013-11-09, 10:39 pm
member
date2013-10-04, 4:33 pm
member
date2013-09-30, 6:49 am
member
date2013-09-21, 9:34 pm
member
date2013-09-21, 9:29 pm
member
date2013-09-21, 9:28 pm
member

عبادات المؤمن 5

Admin
مؤسس المنتدى
Admin

السٌّمعَة : 0
ذكر
نقاط : 22423
عبادات المؤمن 5 Empty
http://omaarab.7olm.org
عبادات المؤمن 5 Clock13 2012-02-10, 6:43 pm

وقال صلى الله عليه وسلم:" سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال:" الذاكرون الله كثيرا والذاكرات" رواه مسلم 6749 والترمذي 3599 والاماما أحمد 2\323. أتعلم أيها الأخ لماذا سماهم الرسول:" المفردون"؟ لأنهم تفرّدواوتميّزوا.

والذكر في كل وقت وحين. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل احواله.. فهل تستطيع أيها لمحب للرسول الراغب في مرافقته في الجنة أن تتأسى به وأن تذكر الله تعالى في كل أحوالك؟!
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد خروجه من الخلاء:" غفرانك" رواه أبو داود 30 والترمذي 7 وابن ماجه 300 والامام أحمد 6\155. أتردي لماذا؟ انه يستغفر الله على دقائق قليلة مرت عليه لم يذكر الله تعالى فيها!!
وأنا أعلم أن من المسلمين أناسا لم يجلسوا منذ أعوام كثيرة، بل ربما منذ أن خلقوا، جلسة واحدة، ذكروا فيها الله مائة مرة أو سبّحوه مائة تبيحة.. ثم يشكو الناس بعد ذلك من ضنك الحياة وعقوق الأولاد وضيق الصدور.. ويوم القيامة يندم المسلمون على الوقت الذي مر عليهم ولم يذكروا فيه ربهم جل وعلا. يقول سيدنا معاذ رضي الله عنه: لا يندم اهل الجنة على شيء الا على دقائق مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها عز وجل.
وروي أن أبا هريرة رضي الله عنه خرج الى السوق ذات مرة فقال: يا معشر التجار، هلموا الى الى المسجد، فان ميراث رسول الله يوزع هناك، فأسرع التجار الى المسجد فلم يجدوا شيئا، فقالوا: دخلنا المسجد فما وجدنا شيئا!! فقال رضي الله عنه: فماذا وجدتم؟! قالوا: وجدنا ناسا يذكرون الله تعالى، قال: فذلك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
وروي في الأثر أن سيدنا سليمان عليه السلام مر بموكبه وجنوده ورجاله ذات يوم على فلاح بسيط يحرث في أرضه، فقال ذلك الفلاح: لقد صار ملك آل داود عظيما! فنظر اليه سيدنا سليمان عليه السلام وقال:" والله، لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي سليمان وأهله، فإن ما أعطي سليمان يزول والتسبيحة تبقى"!!.

أنواع الذكر:

للذكر أنواع ثلاثة: أولها: الثناء على الله عز وجل، ثم أذكار الصباح والمساء، ثم أذكر اليوم والليلة أو أذكار الأحوال كعند اللباس وعند الأكل وعند الشرب...

أولا: ذكر الثناء على الله:

الاستغفار: يقول تعالى حاكيا عن نوح عليه السلام مخاطبا قومه:{ فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} نوح 10-12.. ويقول صلى الله عليه وسلم:" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب". رواه أبو داود 1518 وابن ماجه 3819.
وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم مائة مرة، وفي بعض الروايات أكثر من سبعين مرة.. والمائة استغفار لا تستغرق أكثر من دقيقتين على الأكثر.. وجاء في الأثر: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا.

التسبيح: ومعنى التسبيح التنزيه.. أي تنزيه الله تعالى عن كل نقص، ووصفه سبحانه بكل كمال يليق به جل جلاله.. ولهذا فإنه عند التسبيح ينبغي أن يعمل المسبح فكره في خلق الله تعالى في السموات والأرض.. وللتسبيح ثواب عظيم وفضل كبير.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أيعجز أحدكم ان يكسب كل يوم ألف حسنة:{ قال الصحابة: كيف ذلك يا رسول الله؟! قال:" يسبّح مائة تسبيحة، فيكتب له بها ألف حسنة أو يكفر عنه بها ألف سيئة" رواه مسلم 6792.. فهل يمكن أن يبخل مسلم بدقيقتين من وقته مقابل ألف حسنة؟!.

وإحدى صيغ التسبيح أن تقول:" سبحان الله وبحمده".. ولكن ما فائدتها؟! يقول صلى الله عليه وسلم:" من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه وأن كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري 3293 ومسلم 6783.. وزبد البحر هو الريم الأبيض الذي يكون على وجه الماء عند الموج.. تخيّل لو أنك واقف على شاطئ البحر وأبصرت هذا الزبد الكثير وتخيّلت أن ذنوبك كثيرة مثل هذا الزبد، فالعم أن الله سيغفرها لك بمنّه وفضله وجوده بقولك مائة مرة فقط :" سبحان الله وبحمده".. فيدخل أحدنا الجنة في مقابل دقيقتين أو ثلاثة سبح الله فيها مائة مرة!!

ومن صيغ التسبيح أيضا:" سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان الى الرحمن: سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله العظيم" رواه البخاري 6406 ومسلم 6786.. فلنحرص على اثقال موازين حسناتنا يوم القيامة بهذا الذكر العظيم..

وروي أنه يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فتطيش كفة حسناته وترجح عليها كفة سيئاته، فيلقي بنفسه على كفة الحسنات لتثقلن ولكن لا يجدي معه شيئا ولا يزن هذا الرجل عند الله جناح بعوضة.. ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} الكهف 105.. وهاتان الكلمتان يحبهما ربنا جل وعلا، افتبخل بقول ذكر يحبه الله تعالى؟!

التهليل: " لا اله الا الله": أي لا معبود بحق الا الله، ولهذا فلا ينبغي أن يكون في قلب العبد أعز ولا أحب ولا أفضل من الله تعالى، لا هواه، ولا نفسه، ولا ولده، ولا زوجه، ولا اهله، ولا أي شيء.. هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" جددوا ايمانكم بـ "لا اله الا الله"" رواه الامام أحمد 5\239.. الذي يشتكي من قسوة قلبه وقلة دمعه وجمود عينه، عليه أن يجدد ايمانه بكلمة التوحيد: لا اله الا الله.. إن الايمان يبلى ويخلق كما يبلى الثوب ويخلق، ولا تجديد لهذا الايمان الا بذكر الله، وبالأخص بذكر كلمة التوحيد: لا اله الا الله محمد رسول الله.

يقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم:" من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يوم ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به الا رجل قال مثل ما قال أو زاد" رواه البخاري 3293 ومسلم 6783.

الحوقلة: "لا حول ولا قوة الا بالله": يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة" رواه البخاري 4205 ومسلم 6808. ومعاني الحوقلة: اي لا حيلة ولا قوةولا شيء ينفع أو يضر في هذا الكون سوى الله تبارك وتعالى.

الاحتساب: " حسبي الله ونعم الوكيل": أي أن الله كافيني وهو وحده نعم الوكيل، وخير من يقوم على أمري.. فلو ظلمك أحد عليك بهذا الدعاء، فقد قاله الخليل ابراهيم حين القي في النار، وقاله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة (حمراء الأسد) حينما قال لهم الناس ( أي للمسلمين) ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا:" حسبنا الله ونعم الوكيل".. فكفاهم الله شرّ عدوّهم، وحفظهم بفضله وجوده سبحانه وتعالى.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: يقول صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا" رواه الترمذي 484 485 والامام أحمد 2\168. يعني من قال: اللهم صل على محمد.. أي ارحمه.. رحمه الله عز وجل عشر مرات.. لذا يجب على المسلم أن يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تنزل عليه الرحمات.

ثانيا: أذكار الصباح والمساء:

وهي الأذكار التي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في صباحه وفي مسائه.. وأذكار الصباح تقال من بعد صلاة الفجر حتى الشورق، ومن غلبه النوم ولم يستيقظ الا بعد طلوع الشمس يقولها بعد أن يصلي الصبح لأن قيمتها عظيمة، واذكار المساء تقال من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، فمن بم يستطع فليقلها بعد صلاة المغرب.. وكل ذكر من الأذكار له فائدة عظيمة ويحافظ على شيء في حياة الانسان.. وقيل: مثل ذلك مثل رجل تأتيه شرور من أبواب متفرقة كثيرة، وكلما قال ذكرا أغلق أحد هذه الأبواب، فإذا قالها جميعا أغلق أبواب الشر جميعا!!

واليك بعض هذه الأذكار:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من قال حين يصبح وحين يمسي: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضرّه شيء في ذلك اليوم" رواه الهيثمي في موراد الظمآن 2352.

من قال حين يصبح وحين يمسي:" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يلدغه عقرب ولا ثعبان" رواه أبو داود 3899 وابن ماجه 3518.

ومن خاف من الحسد يقرأ مع الأذكار الاخلاص والمعوذتين صباحا ومساء، فإن ذلك ينجيه من الحسد.

من قال: " رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وجب على الله أن يرضيه في يومه ذلك" رواه أبو داود 2425 وابن ماجه 3870 والامام أحمد 3\107... ولهذا فإن الأخ المسلم ينبغي عليه أن يحفظ هذه الأذكار وان يحرص عليها، لما فيها من خير كثير.. ونفع عميم وجزاء عظيم.. ونحن نحفظ في حياتنا أشياء كثيرة ولغات عجة لا نفع لها في الآخرة، فهل نبخل بوقتنا وجهدنا على ما له نفع في الدنيا والاخرة معا؟!

ثالثا: أذكار اليوم والليلة أو اذكار المناسبات ومنها:

عند تناول الطعام: " بسم الله.. اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه وقنا عذاب النار".

عند الفراغ من الطعام:" الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة" رواه ابو داود 4023 والامام أحمد 3\439. و " الحمد لله الذي أطعمني وآواني وكفاني، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".

عند الاستيقاظ من النوم:" الحمد لله الذي ردّ اليّ روحي وعافاني في جسدي واذن لي بذكره، الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني واليه النشور" رواه الهندي 21418.

وهكذا بقية المناسبات كعند دخول الخلاء والخروج منه، وأذكار الخروج من البيت ودخوله، ودخول المسجد والخروج منه.. وهذه الأذكار مبسوطة في كتب الأذكار ككتاب الأذكار للامام النووي والوابل الصيب لابن القيّم.
وليت الأخ يعلق هذه الأذكار في أماكنها المناسبة حتى يحفظها بسهولة، لأن فيها خيرا كثيرا من حرمه فقد حرم.. واليكم بعض أذكار المناسبات الأخرى:

عند الخروج من البيت:" بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله.. اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل، أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل عليّ.. فمن قال ذلك قيل له هديت ووفين وكفيت، وتنحى عنه الشيطان". رواه أبو داود 5094 والترمذي 3427 وابن ماجه 3774.

دعاء مباشرة الزوجة:" اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.. فمن قال ذلك، وقضى الله له ولزوجه بولد لك يضره الشيطان أبدا" رواه البخاري 141 ومسلم 3519 وأبو داود 2161 والامام أحمد 1\243.!! سبحان الله.. ذكر واحد يقي الولد الشيطان.

وهناك كتب طيب للشيخ الغزالي رحمه الله اسمه " فن الذكر والدعاء"، ويقول فيه: إن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر لها فائدة ولها مدلول.. فمثلا دعاء النظر في المرآة:" اللهم كما حسنت خلقي حسن خُلقي" رواه ابن سعد في طبقات 1\2. لماذا هذا الدعاء بالذات؟ حتى لا يقول الداعي اذا نظر الى المرآة ليس هناك أجمل مني!! بل عليه أن يلتفت الى الخلق بجانب التفاته للخلقة، ثم يدعو الله أن يحسن أخلاقه وشمائله..

وإذا لبس أخوك ثوبا جديدا تدعو له قائلا:" البس جديدا وعش سعيدا ومت شهيدا" كأنه يقول له: البس جديدا واسعد ولكن لا يكن هذا غايتك وهدفك، بل اجعل هدفك الأسمى وغايتك العظمى أن تنال الشهادة في سبيل الله تعالى.

وفي السفر:" اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.." رواه الهندي 17623.. فحتى في سفر الدنيا والمنفعة يسأل الله الطاعة والتوفيق، ولا يمكن لمن سافر في معصية ان يتذكر هذا الدعاء، ثم يصرعلى معصية الله تعالى!!
ودعاء العودة من السفر:" آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" لماذا؟! لأنك ستبدأ في بلدك صفحة جديدة بعد سفرك هذا، فابدأها بالتوبة النصوح والأوبة الى الله تعالى.

مسائل في الذكر والتسبيح:

قد يسأل أحد الاخوة عن استخدام المسبحة في الأذكار؟ وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسم أنه دخل على أم المؤمنين السيدة أم يلمة رضي الله عنها فوجدها ممسكة ببعض الأحجار تسبح وتعد عليها.. فلم ينهها عن ذلك، اذ لا مانع من استخدام المسبحة، لأن في استخدامها اعانة على الذكر وتذكيرا به. ولو تضمن أنك يمكن ان تستخدم يدك وتحافظ على الأعداد كما تريد فلا مانع..

السؤال الثاني أيهما أفضل الذكر بالقلب أم باللسان أم بكليهما؟ّ

الأفضل بكليهما، وما أجمل أن تضع نفسك موضع النبي صلى الله عليه وسلم وتتخيل كيف كان يؤدي هذه الأذكار.. واعلم ان لكل مقام مقالا، فاذا كنت بين الناس ولا تستطيع أن تحرك لشانك وفال، فلا بأس بذكر لقلب.. فأول المراتب القلب واللسان، ثم القلب، ثم اللسان وحده، وهذا أقل المراتب، وهو بلا شك أفضل من الغفلة بكثير، ومع الحفاظ على ذكر اللسان وتكراره يحضر القلب ان شاء الله.. ولو لم يحضر، فهذا أفضل بلا شك، من الانشغال بالمعاصي واللهو والفراغ.

فوائد الذكر:

ابن القيم ذكر في كتابه الوابل الصيب فوائد الذكر وعدّ مائة فائدة نذكر منها بعضها في عجالة:


يقول تعالى:{ ولذكر الله أكبر} العنكبوت 45، فالذكر يطرد الشيطان..

يزيل الهم والغم والكآبة والضيق عن الصدر ويجلب الفرح والسرور والاطمئنان والسكينة.
يقول تعالى:{ الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} الرعد28.

ينير الوجه والقلب ويكسو صاحبه مهابة وجلالا.

يقوي البدن.. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة رضي الله عنهما أن التسبيح 33 مرة والتحميد 33 مرة والتكبير 34 أفضل من خادم.

الذكر هو غذاء القلب وقوته.. يقول ابن القيم: دخلت مرة على أستاذي ابن تيمية رحمه الله فقال لي: الذكر للقلب كالماء للمسك.. ويقول: دخلت عليه مرة بعد صلاة الفجر فوجدته يذكر الله فتركته وعدت بعد ساعة فوجدته يذكر الله.. فعلت ذلك عدة مرات، وظل يذكر الله حتى انتصف النهار، فنظرت اليه متعجبا فقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغدّ لسقطت قوتي.

الذكر أمان من النفاق؛ لأن المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا.

الذكر يزيل قسوة القلب. جاء رجل الى الحسن البصري رحمه اله فقال: أجد في قلبي قسوة، قال: أذبها بذكر الله..

الذكر يشغل اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب وسائر آفات اللسان..

الذكر يجلب الرزق.

الذكر يفرج الكربة، خاصة اذا كان العبد يذكر ربه في السراء.. ولهذا فان سيدنا يونس لما التقمه الحوت قال ربنا عز وجل:{ فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه الى يوم يبعثون} الصافات 143-144.. أي أنه كان يذكر ربه في السراء، حتى أن الملائكة قالت: يا رب صوت معروف من عبد معروف.

من ذكر الله ذكره. قال تعالى:{ فاذكروني أذكركم} البقرة 152. ولو لم يكن في فوائد الذكر سوى هذه لكفت.

الذكر مع البكاء سبب للاحتماء بظل الله يوم لا ظل الا ظله. قال صلى الله عليه وسلم في السبعة:" ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" رواه البخاري 660 ومسلم 2377 والترمذي 2391 والامام أحمد 2\439.

من فوائد الذكر التعرف على الله تعالى وحبه، لأن من ذكر الله أحبه الله تعالى.

الذكر باب الاحسان.. وأن يعبد لمرء ربه كأنه يراه..

الذكر علاج لقسوة القلب. ولذلك قال الشاعر:
اذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانا فتقسو

ذكر الله يلهم العبد الشهادة عند الموت.. لان الشهادة عند الموت شيء ليس سهلا.. فالكلمات تهرب من على اللسان، لذا يقول تعالى:{ يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ابراهيم 27 قيل: أي عند الموت وعند الحساب.

ومعلوم ان من يشغل بشيء في حياته يموت عليه.. ومثال ذلك أن الذي يفتن بالدنيا وينشغل بها قد يهذي بها في موته.. وقد كان أحد التجار مشغولا جدا بتجارته ولما مات بدأ الناس يلقونه الشهادة: فيقول: أعطني الحقيبة، فيقولون لا اله الا الله، فيقول: يا أخي قلت لك هات الحقيبة.. ولما أفاق قال: كنت أجدها _يعني الشهادة _ ثقيلة على لساني!!
فهل يتمنى أحد منكم أن يوضع في هذا الموضع الصعب.











فضل القرآن

أيها الأحباب: القرآن العظيم هو كتاب الله الخالد ودستوره السماوي الجامع.. ولو اردنا أن نتحدث عن بعض فضله لما استطعنا ولضاق بنا المقام. والسؤال: كيف نفهم القرآن؟ وكيف نتعامل معه؟ كيف نتأثر به؟ كيف نعمل به؟..
معلوم أن القرآن هو آخر كتاب سماوي انزله الله لأهل الأرض، وهو كلام الله الموحي الى نبيه صلى الله عليه وسلم.. خاتم النبيين.. فلذي يقرأ القرآن يجب ان يستحضر أنه يسمع كلام الله مباشرة.
ان القرآن يشكونا الى الله لأننها هجرناه ووضعناه فوق الأرفف وفي السيارات.. تعالوا بنا نتعرف على بعض فضل القرآن العظيم.
يقول تعالى:{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا} الاسراء 82.
ويقول سبحانه:{ وإنه لكتاب عزيز* لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فصلت 41-42.
ويقول جل وعلا:{ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} النحل 89.
ويقول تعالى:{ قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء} فصلت 44.
والآيات غير هذه في فضل القرآن لكثيرة.. فالقرآن شفاء وهداية ورحمة ونور وفرقان وتبيان لكل شيء وبرهان.. فهل يستشعر المسلم كل هذه المعاني عندما يقرأ القرآن؟

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:" انها ستكون فتنة – أي ستحدث فتن شديدة _ يقول علي رضي الله عنه: قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال:" كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.. هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم.. من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم.. لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة.. ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأنقياء، ولا يبلى على كثرة الرد" رواه الدارمي 2\435.
سبحان الله!! لا أحد يمل من قراءة القرآن مهما قراه، ولو قرأه بقلب حاضر وفكر ثاقب لخرج في كل مرة بمعان جديدة.. وفوائد جمة.. لا تنقضي عجائبه،، وهو الذي لم تنته الجن اذ سمعته حتى قالوا:{ انا سمعنا قرآنا عجبا* يهدي الى الرشد فآمنّا به} الجن 1-2.. سبحان الله!. الجن لما سمعت القرآن آمنت به! والناس الآن يرمون كل مصائبهم وكل أمراضهم على الجن!! هذا عن فضل القرآن.. فماذا عن فضل قراءته؟!..

فضل قراءة القرآن من السنة المطهرة:

يقول النبي صلى الله عليه وشلم:" اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" رواه مسلم 1871 والامام أحمد5\249. فتخيّل أن القرآن العظيم هو شفيعك يوم القيامة، لا أبوك ولا أمك ولا أخوك، ولا أحد من الصالحين.. بل ان شفيعك هو القرآن.. ونعم الشفيع القرآن.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران تحاجان هن صاحبهما" رواه مسلم 1873 والامام أحمد 4\183. أي تدافعان عنه وتشفعان فيه.

وفي حديث آخر..:" تأتي سورة البقرة وآل عمران كغمامتان أو أو كغيايتان أو كفرقان من طير صواف". رواه مسلم1871.. أي كالطيور المتراصة تحمي صاحبها من حر الشمس يوم القيامة.

ويقول سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم:" لا حسد ( أي لا غبطة) الا في اثنتين ( أي لا يتمنى المسلم أن يكون الا كمثل أحد الرجلين): رجل أتاه الله القرآن، فهو يقرؤه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" رواه البخاري 7529 ومسلم 1891 والترمذي 1936.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" ان الذي ليس ي جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".. فهل يرضى أحد بالخراب؟! وهل يتصور ان يمر على مسلم يوم لايقرأ فيه شيئا من القرآن؟! وإذا حدث هذا فما دليل ارتباطه بهذا الدين اذن؟ّ هل مجرد الاسم؟!

ويقول صلى الله عليه وسلم:" من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي 2910. وقوله تعالى:{ بسم الله الرحمن الرحيم} به 19 حرفا، اذن بتسع عشرة حسنة! إذن فكم من ثواب الربع وكم ثواب الجزء وكم ثواب القرآن الكريم كله؟! بحسبة بسيطة يمكن أن تحصّل 700 ألف حسنة في 35 دقيقة تقرأ فيها جزءا من القرآن!! فياله من فضل عظيم نحن عنه غافلون!

ويقول صلى الله عليه وسلم:".. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده". رواه مسلم 6793 وابو داود 1455. ويقول العلماء: وهذا الفضل ليس قاصرا على مجالس القرآن في المساجد فقط بل وفي البيوت أيضا! فما المانع أن نخصص ربع ساعة فقط أو نصف ساعة للقرآن وبقية وقت الزيارات المنزهة للحديث؟ّ.

ويقول صلى الله عليه وسلم:" أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه الامام أحمد 3\138. يعني أولياء الله.. ومعنى أهل القرآن أي: الذين يحفظونه ويقرأونه دوما..

يقول صلى الله عليه وسلم:" يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" رواه أبو داود 1464 والترمذي 2914 والامام أحمد 2\192. وهذا الترقي يكون في درجات الجنة على قدر ما يحفظ من كتاب الله تعالى: والقراءة في الجنة تكون بتأن وترتيل وتمهل؛ لأنه لا عجلة كما كان العض يتعجل عند قراءة القرآن في الدنيا... وأكثر الناس قراءة للقرآن وحفظا له وعملا به في الدنيا، هم أعلى الناس درجات واسماهم منازل في الجنة.
هذه بعض وليس كل الأحاديث الواردة في فضل القرآن العظيم، والحديث الآن عن:

واجبنا نحو القرآن:

لا شك أن للقرآن حقا عظيما، بل حقوقا عظيمة علينا معشر المسلمين..
سيقتصر حديثنا على خمس واجبات، ليتنا نحصيها ونحفظها ونطبقها في حياتنا:

الأول: كثرة القراءة وتحديد ورد ثابت كل يوم:

والسؤال: هل هناك مسلم لا يمكن أن يختم القرآن في حياته؟! هذه مصيبة كبرى! وأنا أسألك أيها القارئ الكريم: أتذكر آخر مرة ختمت فيها القرآن؟! أخشى أن تكون ختمة رمضان الماضي؟!.. وأن يكون مصحفك قد وضع على الرف بعد رمضان وعلاه التراب.. واحذر أن يشهد عليك القرآن أنك هجرته يوم القيامة!! وماذا تفعل لو لم تقرأ وردك اليومي؟!

بعض الصحابة كان اذا فاته ورده يبكي.. وقد دخلوا على أحدهم ذات مرة فوجدوه يبكي بشدة، فسألوه: أتشتكي وجعا؟ قال: أشد.. أشد، قالوا: وما ذاك؟ قال: نمت بالأمس ولم أقرأ وردي، وما ذلك الا بذنب أذنبته!!

ان كثيرا من الناس يقضون أوقاتا طويلة في قراءة الجرائد.. وقد ينزلون بالليل لكي يحصلوا على صحيفة الغد بتلهف واهتمام! فلماذا لا يحظى كتاب الله ولو بمثل هذا الاهتمام؟! أتزهد في ثواب القرآن؟؟؟؟! وبعض الناس يضيع وقته في التفكير والنظر الى لا شيء وإذا سئل يقول: لا أجد شيئا أعمله!! وهل نسي المسكين كتاب الله؟.

روي أن عبدالله بن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ فقال:" في ثلاثين" أي تقرأ كل يوم جزءا؛ فقال ابن عمر: في ثلاثين! إني أطيق أكثر من ذلك! (وانظر الى هذا النهم وهذا الحب وهذه اللهفة على قراءة القرآن) فقل:" ففي عشرين" قال: اني أجد قوة ( انا أقوى من هذا) قال:" ففي عشر"، فقال: فإني أطيق اكثر من ذلك! فقال:" ففي خمس" قال: يا رسول الله: إني أطيق أكثر من ذلك! قال صلى الله عليه وسلم:" في ثلاث ولا أقل من هذا".. وقال صلى الله عليه وسلم:" من قرأه في أقل من ثلاث لم يفقهه". رواه الامام أحمد 2\164.
ولهذا أيها الأحباب، لا ينبغي أن تكون مدة ختام المسلم للقرآن في أقل من ثلاث ولا في اكثر من شهر؛ طبقا للحديث السابق ذكره.
ونحن لا نطالب بأن نكون كالصحابة.. الأمر يحتاج الى تدرج، ومن لا يقرأ القرآن وليس له ورد فليبدأ ولو بربع ثم بحزب ثم يجزء.. وإن استطاع أن يقرأ بعد ذلك جزئين أو ثلاثة في اليوم فبها نعمة وله ثواب الأجر:{ إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا} الكهف 30.

الثاني: تعلم قراءة القرآن:

وهذا الأمر ليس صعبا، فمعظم الناس قد يتعلمون الانجليزية أو الفرنسية، فلماذا يصعب عليهم تعلم القرآن الذي نزل بلغتهم وحديثهم اليومي؟! ولاذا يصير كلام الله الذي يقول عنه تعالى:{ ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مّدّكر} القمر 17 لماذا يصير صعبا عليك!!
لا شك أن كل واحد يعرف الاجابة عن هذا السؤال.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري 5027 وأبو داود 1452 والامام أحمد 1\58. فأحسن المسلمين من تعلم كيف كيف يقرأ القرآن ثم علمه لغيره..
ويقول صلى الله عليه وسلم:" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" رواه البخاري 4937 ومسلم 1859 والترمذي 2904. (اجر القراءة وأجر المشقة)! ومعنى يتتعتع: أي يتلجلج ويضطرب.

وهناك سؤال: ما معنى تعلم القرأن؟!
معنى تعلم القرآن أن يقرأ المسلم القرآن بأحكامه: يمد الممدود وغن الغنة ويقلل القلقلة..؛ لأن المسلم مطالب أن يقرأ القرآن كما كان يقرؤه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

والسؤال: أين تتعلم تجويد القرآن؟!
والاجابة على يد الشيخ في المسجد أو في بيتك أو في بيته.. والأمر كله لا يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر!! وبها تصير مع الملائكة الكرام البررة، وبهذا يرقى المسلم وتزداد منزلته عند الله تعالى!
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:" أيكم يحب أن يغدو الى السوق فيأتي بناقتين زهراوتين" (أي جميلتين عظيمتين) " من غير إثم أو قطيعة رحم" ( من غير إسراف أو شجار مع أحد)؟ فقالوا: كلنا نحن ذلك يا رسول الله، فقال:" لئن تغدو الى المسجد فتتعلم الآيتين من القرآن كل يوم خير لك من أن تذهب الى السوق فتأخذ كذا وكذا" رواه مسلم 1870 وأبو داود 1456.، أي أن تعلم آيتين أفضل بمقاييس اليوم من الف جنيه على الأقل! فمن منا يعزف عن هذا الفضل وهذا الكرم العظيم؟!.

الثالث: التأثر عند قراءة القرآن:

يجب على المسلم أن يتأثر بالقرآن عند تلاوته ويتفاعل معه فيضطرب أو يهتز قلبه، ويشعر أن القرآن يتنزل عليه هو وفي لحظة قراءته، كما حكى الشاعر الكبير محمد إقبال قال: كان أبي يقول لي: يا بني اقرأ القرآن وكأنما عليك أنزل!! وبهذا يذوق المسلم حلاوة القرآن ويستشعر عظمته..

وهذا هو الرسول الأكرم والمعلم الأعظم يضرب المثل والقدوة في التأثر بالقرآن والتجاوب مع آياته الكريمة، قال يوما لعبدالله بن مسعود:" اقرأ عليّ القرآن"، فيقول ابن مسعود: يا رسول الله: أأقرأ عليك وعليك انزل؟ فقال:" إني أحب أن أسمعه من غيري" رواه البخاري 5049 ومسلم 1864 وأبوداود 3668، فجلست أقرأ عليه سورة النساء، حتى وصلت الى قول الله عز وجل:" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} النساء 41، فقال له صلى الله عليه وسلم:" حسبك الآن" أي كفى، فنظرت اليه فإذا عيناه تذرفان (أي يبكي من التأثر بالقرآن والتعايش معه؛ إذ علم أنه صلى الله عليه وسلم المقصود والمعني بهذه الأية).
وأنا أسألك أخي القارئ العزيز: هل بكيت وأنت تقرأ القرىن ذات مرة؟!.
وهذا صحابي آخر يقول: كنا نسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن في الصلاة أزيزا كأزيز المرجل من البكاء (أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يحدث مثل الهزة عند القراءة لشدة تأثره بها، وأزيز المرجل هو صوت الاناء الذي يغلي به الماء)!!

وهذا هو الصديق رضي الله عنه تلميذ النبي الأول ورفيقه في حياته وبعد مماته، لما اشتكى النبي صلى الله عليه سلم مرضه الذي مات فيه قال لآل بيته:"مروا أبا بكر فليصل باناس" رواه البخاري 664 ومسلم 940 وأبوداود 1232 والامام أحمد الحديث 4\412.، فكأنهم تعجبوا من ذلك وقالوا يا رسول الله:" غن أبا بكر رجل أسيف ( شديد التأثر بالقرآن ) إذا قرأ القرآن بكى!!

وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه كان يسير في الطريق ذات يوم فسمع رجلا يقرأ قوله تعالى من سورة الطور:{ إنّ عذاب ربك لواقع*ماله من دافع}.. فسقط مغشيّا عليه، فحمله الناس الى بيته وظلوا يزرونه شهرا، يظنون أن به مرضا، وما به مرض بل شدة الخوف من الله تعالى واستحضار لمشهد يوم القيامة العظيم، وشدة عذاب الله تعالى للكافرين.

وجاء وفد اليمن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعوا قرآنا فبكوا كلهم، فنظر اليهم الصديق رضي الله عنه وقال: كنا كذلك قبل ان تقسو القلوب! الصديق رضي الله عنه يتحدث عن قسوة القلوب! فماذا نحن قائلون؟ وماذا نحن فاعلون؟!

وهذا عبّاد بن بشر رضي الله عنه يقف على حراسة المسلمين ذات ليلة ومعه عمار بن ياسر؛ فقام عبّاد يصلي، فبينما هو كذلك أتىأحد الكفار فضربه بسهم في كتفه فلم يخرج من صلاته، بل نزع السهم واستغرق في صلاته وتلذذه بالقرآن المجيد، فرماه الكافر بسهم آخر فنزعه وعاد الى صلاته وقراءته! فرماه بثالث فلم يستطع ان يتحمل شدة الجروح وكثرة الدماء فركع وسجد ثم أيقظ عمارا رضي الله عنه، فساله عمار: لما لم توقظن من أول سهم! فقال : كنت في سورة من القرآن، لخروج روحي أحب اليّ من أن أدعها!!
فهل شعر أحد منكم بلذة القرآن وحلاوته؟ هل دخل أحدكم مرة في صلاة لقيام وكان ينوي أن يصلي بربع فإذا به لا يستطيع مقاومة حلاوة القرآن فقرأ أكثر من ذلك واستمتع بالقرآن ومناجاة الرحمن؟!.

وهذا التابعي الجليل الأحنف بن قيس رحمه الله كان يقرأ قوله تعالى:{ لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} النبياء 10 أي فيه أخباركم وصفاتكم وافعالكم، يقول: فأفتح القرآن وأنظر واقول: أرى بماذا يذكرني ربي اليوم.. فيقرأ ويقرأ حتى يمر بقوله تعالى:{ إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار} النساء 145، فيقول: لست من هؤلاء، لست من هؤلاء.. وعندما يقرأ قوله تعالى:{ إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} الأنفال 2. فيندم ويقول: لست من هلاء!
ويقرأ قوله تعالى:{ وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} التوبة 102 فيقول: أنا من هؤلاء، أنا من هؤلاء!.
فانظر الى تفاعل هذا التابعي الجليل مع القرآن العظيم، وهكذا يجب أن أدب المسلم مع القرآن دائما. وقد قيل إذا سمعت قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا} فأنصت، فإنه إما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه.

والناس يتفاوتون في التجاوب مع القرآن، ونرى هذا واضحا في شهر رمضان، لا سيما في صلاة التهجد، فبعضهم يتأثر ولا يبكي وبعضهم لا يتأثر ولا يبكي، والعجب أنك قد ترى رجلا غير عربي باكستانيا أو بنغاليا مثلا، ومع ذلك يبكي عند سماع القرآن، وسبحان الله.. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والقلب إذا قسا لا يتأثر بالقرآن. يقول تعالى عن اليهود في سورة البقرة:{ ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} البقرة 74 الى آخر الآية.

ويتحدث النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يصف احوال قلوبنا التي قلما تتأثر الآن بالقرآن فيقول:" سبيلي القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيقرؤونه لا يجدون له لذة، وان قصروا قالوا: سنبلغ ( أي سنصل الى ما نريد)، وإن أساؤوا قالوا: سيفغر لنا" رواه الدرامي 2\439.

الرابع: تدبر القرآن:

سبق أن ذكرنا واجبين من واجبات المسلم نحو القرآن وهما القراءة والتعلم.. والواجب الثالث هو القراءة بتدبر.. ومن فضل الله علينا أن القرآن نزل بلسان عربي مبين سهل واضح.. واسمع مثلا الى قوله تعالى:{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة الا يعلمها} الأنعام59.. آية بيّنة واضحة تتحدث عن علم الله المحيط، ومن قرأها لا بد أن يحس بعظمة الله تعالى وقدرته.. وإن لم يحس بهذا فايعلم أن لم يتدبر الآية وأنه قرأها بقلب غافل ساه.
ومن لا يتدبر القرآن لا شك أن على قلبه قفلا. قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قولب أقفالها}؟! محمد 24. ويقول تعالى:{ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله} الزمر23.
وبعض الواسائل المعينة على تدبر القرآن، قراءة بعض تفاسير القرآن لمعرفة ما قد يغمض منه من كلمات أو يدق من معان، ويفضل أن نبدأ بتفسير ابن كثير فهو تفسير بسيط، فإن أردت أن تستزيد فاقرأ في ظلال القرآن.

الخامس: مراجعة ما نحفظ من القرآن:

فلا يصح لمسلم أن يحفظ كلام الله ثم ينساه، ومما يعين على الحفظ كثرة المراجعة والصلاة بما تحفظ خاصة في قيام الليل.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" عرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أجد ذنبا أعظم من سورة أو آية أوتيها رجل ثم نسيها".. رواه أبو داود 461 والترمذي 1916... وهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان لصعوبة موقف المسلم الذي لا يعتني بالقرآن العناية الواجبة، فينساه بعد أن يحفظه.
ويقول صلى الله عليه وسلم:" نعاهدوا هذا القرآن ( أي احرصوا على قراءته ومراجعته) فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها". رواه البخاري 5033 ومسلم 1841 والامام أحمد 4\397.
ويفضل لمن لا يحفظ شيئا من القرآن أو من يودّ الحفظ بشكل منتطم أن يبدأ من سورة الناس.. وحبذا لو حرصت على قراءة تفسير ما تقرأ أو تحفظ، لأن معرفة التفسير من الوسائل المعينة على تثبيت الحفظ وسرعة التذكر.. وأكرر نصيحتي لك بأن تحرص على أن تقوم الليل بما تحفظ من القرآن.

السادس: العمل بالقرآن:

من واجبات المسلم نحو القرآن العمل به، أي بأوامره ونواهيه، يقول صلى الله عليه وسلم:" والقرآن حجة لك أو عليك" رواه ابن ماجه 280 والنسائي 2436 والامام أحمد 5\343.. ويكون حجة عليك عندما تقرؤه فلا يتجاوز آذانك ولا ينعكس على سلوكياتك وتصرّفاتك..
ولا تنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن.. أي كان يحرص على تطبيق ما في القرآن.
واعلم أن سيدنا عمر رضي الله عنه حفظ سورة البقرة في ثماني سنوات، لأنه كان يحرص على العلم والعمل معا...
ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كنا نتعلم العشر آيات من القرآن فلا ندعها حتى نعمل بها، أو فلا نجازوها الى غيرها حتى نعمل بها، فتعلمنا العلم والعمل جميعا.

ولأن الصحابة كانوا يفقهون آيات القرآن ويعيشون معها كانوا يسارعون الى طاعة أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.. ولهذا لما نزلت آيات النهي عن شرب الخمر سكب المسلمون ما عندهم من أواني الخمر حتى امتلأت بها سكك المدينة، أي شوارعها وطرقاتها وقالوا: انتهينا يا ربنا. وكذلك آيات الحجاب.. لما نزلت سارعت نساء الأنصار الى أثوابهن وجعلن منها حجابا كما أمر الله تعالى.. وكذلك عندما نزلت آيات الزكاة والصدقة.. ومثال ذلك لما نزل قوله تعالى في سورة آل عمران:{ لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون} آل عمران 92، قام سيدنا أبو الدحداح الى أجمل حديقة عنده وأحبّها الى اليه وتصدق بها.. والفرق بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يتلقون القرآن للعمل والتنفيذ، أما نحن فللأسف نتلقاه للاستماع والاعجاب فقط، وقلما يلتزم أحد الآن بواجباته كلها نحو القرآن العظيم.
ويا لسوء عاقبة من ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ وقال الرسول ياربّ إنّ قموي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} الفرقان 30. فهل تحب أو تتحمل أن يشكوك الرسول صلى الله عليه وسلم الى ربك وخالقك ورازقك تعالى؟! انه لموقف عصيب شديد.

كيف نفهم القرآن؟!

من فضل الله تعالى أنه أنزل القرآن بلسان عربي مبين.. ولذا فإن العرب سيكونون أشد الناس حسابا على القرآن يوم القيامة.. واللغة العربية هي لغة أهل الجنة، واللغة العربية ثرية بألفاظها ومفرداتها وتراكبيها.. وأصول الكلمات في اللغة العربية 50 ألف كلمة، بينما في الانجليزية هي فقط 20 ألفا..
فمثلا كلمة حبيب.. أقصى عدد من الاشتقاقات لها في الانجليزية اثنا عشر اشتقاقا، بينما تصل في العربية الى ما بين 40 و45 اشتقاقا..
ومعلوم أن اللغة العربية استفادت كثيرا من القرآن، ولولا ذلك لانتهت هذه اللغة أو أوشكت، فالقرآن هو الذي حفظ لهذه اللغة بقاءها ونماءها وتطورها وتجددها وحيويتها، ومعلوم أن لغات أوروبا كلها أصلها اللاتينية، ولكن لما انقسمت وتعددت دول أوروبا ظهرات عشرات اللغات فيها كالفرنسية والألمانية والبرتغالية والاسبانية..، وكلها متداخلة مع بعضها، لأنه ليس بينهما رابط، أما اللغة العربية فبقيت محفوظة ببقاء القرآن، وإن تعددت اللهجات. ولكن إذا تحدثت بالعربية الفصحى يفهمك أخوك العربي في أي مكان. ولهذا فإن علينا أن نفخر بإنتمائنا للأمة العربية وللدين الاسلامي معا.. وعلينا أن نحرص على التحدث بها، ولا نستحي منها، ولا يكون عندنا عقدة نقص فنتشدق ببعض الكلمات الأجنبية التي نحفظها ونهجر العربية، لغة القرآن.

محاور القرآن الكريم

هناك خمس محاور اي موضوعات رئيسية كبرى يدور حولها القرآن الكريم ويمكن تفصيلها كالآتي:

المحور الأول: معرفة الله عز وجل:

أي معرفة أسمائه وصفاته وقدراته وملكه، وحبه والخوف منه.. وهناك مئات الآيات التي تتحدث عن قدرة الله تعالى وتختم باسم أو اكثر من أسمائه الحسنى لترسيخ المعنى المراد في الاية الكريمة.

المحور الثاني: معرفة سبب وجودك في الحياة:

وكيف خلقت وكيف نشأت، وكيف بدأ الكون، ولهذا فإن قصة آدم عليه السلام تكررت عشرات المرات في القرآن لكي نتذكر هذا المعنى جيدا.

المحور الثالث: معرفة نعم الله وفضله علينا:

وهناك عشرات الآيات التي تتحدث في فضل الله تعالى ونعمه على عباده، وهي لا تعد ولا تحصى.

المحور الرابع: معرفة الانسان مصيره ونهايته:

وتتناول ذلك في القرآن آيات الجنة والنار والحساب والصراط والميزان..

المحور الخامس: إصلاح حياة البشر:


وتتناول ذلك الآيات التي تتحدث عن الشرائع والأخلاق وقصص الأنبياء وغيرها من الوسائل التي تضبط حياة البشر.. ومعلوم أن شريعة الاسلام وأحكامه صالحة لكل زمان ومكان وأن أهدافها خمسة هي: حفظ الدين والعرض والنسل والمال والعقل.
ومعلوم أن الغرب يعيش عيشة مترفة لأنه لا يعرف الغاية التي من أجلها خلق، ولهذا فإنه لا رقيب على أفعاله، أو بمعنى ادق لا يراقب الله ولا يخافه، هذا إن كان يعترف أن له ربا وخالقا. وبالطبع لا يمكن أن يستوعب قوله تعالى:{ وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون} الذاريات 56، وقوله تعالى:{ قل انّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} الأنعام162.
ومن مميزات القرآن الكريم الشمول..

يقول تعالى:{ ما فرّطنا في الكتاب من شيء} الأنعام 28. ويقول:{ ونزلنا عليك الكتاب بالحق تبيانا لكل شيء} النحل 89. فقد حوى القرآن الكريم كل الأمور التي تهم المسلم في حياته بل وبعدموته من زواج وطلاق وميراث.. حتى أنه تحدث عن العلاقات الدولية.. فالاسلام دين جامع لكل خصال البر. والقرآن يخاطب العقل والعاطفة معا.. ومن نماذج الخطاب العاطفي:{ يا أيها الانسان ما غرّك بربّك الكريم* الذي خلقك فسوّاك فعدلك} الانفطار 6-7.. وقال تعالى:{ ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب اليه من حبل الوريد* إذا يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد* وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} ق 16=19.
ومن نماذج الخطاب العقلاني في القرآن قوله تعالى:{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} الأنبياء 22. وكذلك قوله تعالى:{ أفرأيتم ما تمنون* أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} الوقعة 58-59.

ان معجزات الأنبياء السابقين كانت موقوتة بحياتهم، أما معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي القرآن الكريم فهي باقية الى يوم الدين. . وقد تحدى الله الكفار أن يأتوا ولو بسورة واحدة من القرآن، وهيهات أن يفعلوا ذلك.. واعجازات القرآن متعددة، منها ما ذكرنا من استحالة إتيان أحد مثله أو بعضه أو سورة منه، مثل قوله تعالى:{ قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} الاسراء88، ومن أنواع الاعجاز كذلك الاعجاز البلاغي، والاعجاز العلمي، والاعجاز الرقمي والاعجاز التشريعي والاصلاحي. وسنتناول هذه الأنواع بشيء من التفصيل:

أولا: الاعجاز البلاغي أو البياني:

رغم أن العرب أوتوا الفصحى والبلاغة وكانوا أهل بيان وكان منهم شعراء وأدباء، وكان عندهم سوق عكاظ الذي يتبارون فيه في ميدان الفصاحة والبيان، ومع ذلك لم يستطع أحدهم أن يأتي بآية واحدة معجزة مثل آي القرآن، لأن أسلوب القرآن ليس له مثيل في الدنيا.. وتركيبات القرآن تختلف عن غيره من التركيبات، ومثال ذلك قوله تعالى:{ الله نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة} النور35.
وهاهو عمر بن الخطاب قبل اسلامه قد استل سيفه وتوجه لقتل النبي صلى الله عليه وسلم, وما إن يسمع كلام الله تعالى من أول سورة طه،{ طه*ماأنزلنا اليك القلاآن لتشقى* إلا تذكرة لمن يخشى* تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى* الرحمن على العرش استوى* له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى*وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السرّ وأخفى* الله لا اله الا هو له الأسماء الحسنى} طه 1-8 حتى يعترف بإعجاز القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن امثلة الاعجاز البلاغي في القرآن العظيم قوله تعالى، حاكيا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:{ الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين*وإذا مرضت فهو يشفين* والذي يميتني ثم يحيين} الشعراء 78-81. ففي قوله:{ يميتني ثم يحيين} لم يقل "هو"، لأن لا يشك حتى الكافر في ان الله تعالى هو المحيي والمميت، وفي قوله: {هو يطعمني}،{فهو يشفين}، ذكر لفظ هو، لأنه قد يشك الكافر أو ضعيف الايمان أن الذي يطعمه ويشفيه هو الله تعالى، لذا اتى بلفظ "هو" لتأكيد المعنى.



وكذلك عند الحديث عن أبواب الجنة وأبواب النار في آخر سورة الزمر، عند أبواب النار قال:{ فتحت} أما عند الحديث عن الجنة قال:{ وفتحت{.. لأن المؤمنين يرون الجنة من بعيد ويأتون اليها بتمهل فيجدون أبوابها مفتحة ومهيأة لاستقبالهم، كما قال سبحانه:{ جنات عدن مفتّحة لهم الأبواب} ص50. على عكس الكفار يفاجأون بالعذاب وبأبواب النار تفتح فتخرج منها ألسنة النيران، ويسمعون تغيظها وزفيرها.. كما أخبر الحق جل وعلا في كتابه الكريم:{ بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا* إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيّظا وزفيرا} الفرقان 11-12.

ونجد في القرآن قوله تعالى عند الحديث عن الصبر تارة:{ واصبر على ما أذابك ان ذلك من عزم الأمور} لقمان17. وأخرى{ان ذلك من عزم الأمور} الشورى 43، والكلام للتأكيد... ويكون الصبر هنا أشد وآكد لأن الأذى يكون قبل الكفار والفاسقين، لا ابتلاء من قبل الله تعالى.

والقرآنيستخدم أيضا لفظتي " امرأة" و" زوجة" ولكل لفظ مدلوله الخاص به.. فمثلا سيدنا زكريا يقول قبل ان ينجب:{ وكانت امرأتي عاقرا} مريم5 وبعد ما ينجب يقول تعالى عنه:{ وأصلحنا له زوجه} الأنبياء90 لأن العلاقة تتأصل وتتوثق بالانجاب.
كذلك تتأثر حروف القرآن –ثقلا وخفة- بالمعنى المذكور في الآية.. ففي آية الحديث عن الجهاد وعند لوم الله للمؤمنين يقول:{ يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم أنفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الأرض} التوبة 38. فانظر الى لفظ {اثاقلتم} تجده لفظا عجيبا، ويعبر عن شدة القعود والتثاقل والتكاسل عن القتال.. وهكذا بعكس لفظ { أنفروا} فهو خفيف في لفظه ومعناه معا.. أو في مبناه وفي معناه!

وهناك نموذج آخر في سورة الناس:{ قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* اله الناس*من شر الوسواس الخنّاس*الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس} سورة الناس، فالشيطان بطبيعته لحوح وكثير الوسوسة.. والواو والسين- من أجل التعبير عن هذا المعنى- يتكرر كثير في السورة كلها... وكذلك سورة الزلزلة.. كلماتها وحروفها تتفق مع المعنى اتفاقا بّينا لا يحتاج الى دليل. وكذلك كلمات "الحاقة" و"الطامة" و"الصاخة" فيها مد لأنها تعبّر عن طول يوم القيامة ومشقته وصعوبته.. وهكذا كلمة "كافة" فيها مد، لأنها تعبر عن سعة الخلق وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث اليهم جميعا في قوله تعالى:{ وما أرسلناك الا كافة للناس} سبأ 28 وكذلك قوله تعالى:{ ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك} لقمنا 14. نجد الآية بدأت بلفظ الوالدين وختمت به، وبينهما " أمه"، لماذا؟ لأن الأب لن ترى نعمه وفضله عليك إلا بعد الكبر، أما الأم فترى فضلها منذ ولادتك وطول حياتك وفي كل وقت وحين..

ومثلا سورة مريم مليئة بالحب والعطف والحنان والرقة ورحمة الله، وخواتيم الآيات تعبّر عن هذا جيدا من أولها الى آخرها تقريبا {كهيعص*ذكر رحمت ربك عبده زكريا}.
وعلى العكس من ذلك سورة المدثر، آياتها قصيرة وإيقاعها سريع وخواتيمها قوية، لأنه مما يحث النبي صلى الله عليه وسلم على التحرك بهذه الدعوة والسعي في سبيلها والعمل على نشرها، وتنهاه عن التراخي أو التكاسل..{ يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربّك فكبّر* وثيابك فطهّر* والرجز فاهجر} المدثر 1-5.
وفي بعض الأحيان يأتي الفعل بالماضي ليفيد المستقبل، وهذا يعني تحقيق وقوع الفعل وحدوثه في علم الله عز وجل، مثل قوله تعالى:{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه} النحل 1 وقوله {إنّا أعطيناك الكوث


عبادات المؤمن 5

ماسينيسا
طالب نشيط
ماسينيسا
طالب نشيط

السٌّمعَة : 30
ذكر
نقاط : 1460
عبادات المؤمن 5 Empty
عبادات المؤمن 5 Clock13 2012-02-11, 6:54 pm

[ thanks ]

مرسي

[على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر

منكـ
المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله
ـــاركـ فيك
تح
ــياتي وشكري ليك
دمت


عبادات المؤمن 5

استاذ المنتدى
طالب نشيط
استاذ المنتدى
طالب نشيط

السٌّمعَة : 34
ذكر
نقاط : 1989
عبادات المؤمن 5 Empty
http://omaarab.7olm.org/
عبادات المؤمن 5 Clock13 2012-02-19, 7:04 pm

مشــكور على الموضوع

و علـــ إفادتك

لنا و للجمـــيعـ ـــى

ننتظر المزيد من

إبداعاتك و نشاطك

وإفادتك


 مواضيع مماثلة

-
» عبادات المؤمن
» عبادات المؤمن 4
» عبادات المؤمن 3
» عبادات المؤمن 2
» أخلاق المؤمن 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى :: بــــحوث مدرسية-

Urban Leveling manga | Sweet Enemy manga | Black Queen manga | D-List Actress On The Rise manga | Emp’s Contracted Ex manga | Marry to Find Love manga | Mind-Reading Princess manga | Help! My Pokeman Boyfriend Is real | Exclusive Possession of Your Heart manga | Her Majesty Is Busy manga | raw manga | The Strongest God King | read raw manga | Versatile Mage manga | Release That Witch | Springtime for Blossom | Tales of Demons and Gods | تفسير حلم الثعبان | تفسير حلم قص الشعر | تفسير حلم الحمل | initial d apk | h tweaker apk | apk hello neighbor | Apk D-Touch 4.1 | apk jio 4g voice